الوحدة اليمنية بين التاريخ ومخلفات الانفصالي
لم تكن الوحدة اليمنية حدثاً عادياً، بل كانت حدثاً كبيراً سطره التاريخ وأحدثت فيه تحولات عميقة على المستويين الإقليمي والدولي
ونحن على بعد أيام فقط من ذكرى قيام الوحدة اليمنية المباركة، والتي تتعرض فيه اليوم وحدة اليمن وأمنه واستقراره إلى محاولة التشطير مجدداً، وإعادة عجلة التاريخ إلى الوراء، نجد بأننا أمام منعطف تاريخي خطير، وأمام مسؤولية كبيرة تقع على عاتق الجميع إلا وهي السير على نهج مؤسس الوحدة وباني نهضة اليمن الرئيس الراحل علي عبدالله صالح للحفاظ على قيم ومبادئ وثوابت وأهداف الوحدة
وتأتي هذه الذكرى لتذكرنا بالجهود المبذولة التي سعت لتحقيق وحدة الشطرين وعملت على تطبيع الأوضاع الأمنية والسياسية والحياة الاجتماعية في محافظات ومناطق الجنوب التي شهدت نهضة كبيرة في التنمية المستدامة والبناء، بعد أن كانت مجرد قرى خاوية مفرغة من اغلب وسائل الحياة التي يحتاجها المواطن
وجاءت الوحدة اليمنية حصيلة لثمرة ونضال شعب الشطرين واستجابة لصوت الحق والأحرار من شمال الوطن وجنوبه وتجسيداً لأحلام وطموح وتطلعات الرئيس السابق علي عبدالله صالح والقوى السياسية الوطنية التي مثلت رافداً أساسياً في تثبت الوحدة وعملت على توعية المجتمع اليمني مما كان ينشر ويثار حول الكثير من اللغط التي رافق إعلان دولة الوحدة
وكما كانت العاصمة الاقتصادية عدن حاضنة لمشروع الوحدة ورافعة سياسية للعمل ببنود إعلان الوحدة مع العاصمة صنعاء نجدها اليوم أقرب لعهدها الماضي مما يخطط له دخلائها ويمضون عليه، فمن وقف لجانب مشروع الوحدة بالأمس سيبقى وفياً لهذا المشروع الوطني الكبير مهما تعالت أصوات قوى الشر والانفصال والرجعية المتخلفة
لاشك أن قيام دولة الوحدة اليمنية جاءت لتؤكد على عظمة اليمن وضرورة مواجهة التحديات الأمنية والسياسية والاقتصادية التي أولتها القيادة السياسية آنذاك اهتمام كبير وعملت على ترسيخ الأمن في جميع مناطق الجمهورية اليمنية ومفهوم الدولة الواحدة بين جميع أبناء الوطن الواحد
واستشعارا لمسؤولية الجميع فإن إحياء هذه الذكرى المباركة والاحتفاء بها في هذا التوقيت بالذات الذي يحاول فيه البعض طمس هوية الوحدة ورفع شعارات الانفصال والتبعية، يعد عملاً وطنياً مخلصاً في طريق تعزيم قيم الشراكة الوطنية التي قامت عليها الوحدة لإنقاذ الوطن من عبث الأجندات الخارجية وأدواته في شمال الوطن وجنوبه
إن الوحدة اليمنية المباركة لم تقم على أرض الجمهورية اليمنية لتزول، وعلى الجميع مغادرة الماضي والتخلص من أحلام اليقظة، ولملمة الجروح وجهود كل القوى الوطنية المخلصة المناهضة للمشروعين الكهنوتي والانفصالي.
وإننا بدورنا نشيد ونرحب بكل الجهود المبذولة في سبيل تحقيق الأمن والاستقرار لليمن الموحد تحت سقف وراية دولة الوحدة، ونرفض سياسية الكيل بمكيالين ومحاولة إعادة حقبة ما قبل 90 الذي خُلد بدماء قوافل من الشهداء والجرحى في شمال الوطن وجنوبه.