“شلل الرئاسي والتنصل من وعودة”
مضى أكثر من عام على تشكيل المجلس الرئاسي ومازلنا لم نرى منه النور الذي وعدنا به
جاءت فكرة المجلس الرئاسي لتحريك المياه الراكدة في أروقة الشرعية التي عطلت الحياة وساهمت في تكدير الجو العام لدى المواطن اليمني في الداخل والخارج، وفور إعلان تشكيلة تتفاءل البعض بما سينجزه على الصعيدين المحلي والدولي والبعض تتشاءم وأنا واحداً منهم حين أعلنوا رشاد العليمي رئيساً لهذا المولود الذي ولد مشوهاّ
وهل يفترض بنا أن ننتظر الرئاسي ثمانية أعوام كما انتظرنا هادي؟
هادي الذي شل كل مفاصل الحياة وعطل الشرعية ومكن ميليشيا الحوثي من التقدم في أكثر من جبهه وسلم الجبهات ورقاب المقاتلين وأخون الدولة وترك الملف اليمني في متناول علي محسن وجماعة الإخوان الذين أذعنوا في تقليم أظافر الشرفاء ومزقوا الجمهورية حتى يتسنى لهم البقاء على رأس هذا الملف وإعادة تموضعهم في باقي مؤسسات الدولة المتهالكة
اليوم ونحن نشاهد تخبط المجلس الرئاسي وركاكة سياساته فيما يخص مواجهة التحديات الأمنية الحالية التي فرضت علينا كيمنيين في شمال الوطن وجنوبه نرى بأننا مازلنا ندور في حلقه مفرغه، كتلك التي وضعنا بها هادي وجماعة الإخوان وربما أسوأ منها بكثير
لقد فشل المجلس الرئاسي في تقديم نفسه كبديل لهادي أمام الشعب اليمني، وتعود أسباب الفشل لكونهم لم يأتوا برؤيه مستقبلية للخروج من مأزق الحرب، بل قُدمت لهم رؤيه جاهزة وعليهم المضي بها وتنفيذها كما هو مطلوب منهم، وهو الأمر ذاته الذي مضى عليه هادي وكان مخلصاً في تنفيذه
اليوم المجلس الرئاسي أمام مسؤولية كبيرة وعليه الوفاء بما وعد به
فإما أن يكون على قدر كبير من المسؤولية ويتحمل نتائج فشله وما قد يترتب عليه أو فليغادر غير مأسوف عليه ويكتفي بما مُرر على يديه.