يابسة هذه الحياة
يابسة هذه الحياة
يابسة وانا للعلم لا أمتلك أسنان
ادرد كامرأة فقيرة في أقاصى البلاد
تجحنن بين فكيها عاس يابس عافه الزمن والأيام والطير،
ولم يسطع على ترطيبه المطر،
فوق ذلك كله لا استطيع التفريق بين الأسود والأبيض فيه
كل شيء في هذا الجحنون الصلد أنه لا يعترف بالهزيمة
وانا ضحيته
هكذا كأي قتيل يلوم الرصاصة ويسالها:
لماذا لم تخطئيني؟
لا زلت في ريعان شبابي
كل ما في الأمر أن طولي أصبح مناسبًا لأن يوضع في هذا التابوت.
انتظرت طويلاً حتى أبلغ هذا الحد من الطول،
لكن لم يكن هذا الانتظاري من أجل هذه الجنازة
وهذا العاس؟
أين ستذهبون به؟
هل هناك أحد غيري يشعر بالجوع للقحصصة والمُغاوة؟
هل هناك من لا زال يحلم بأن العضاريط ستنجب يومًا إناث جميلات كسعاد حسني مثلاً …؟!
أو أنهم سيصبحون ذو قيمة تعليمية رفيعة وسيبنون الوطن من بعد أن أصبح هو الأخر مجرد جحنون في يد طفل اسمر عارٍ رسم البول اللا ارادي على أفخاذه خارطة الوطن…
انا لا أدري لما كل هذه الخواعر التي ابتُليت بها مسامعي
وانا الذي روضت أُذني عن الكفر بكل شيء حتى الحزن
والاغاني الحزينة والتراتيل التي تنشج في منابر الموت كلما أصدرت سيارة الإسعاف عويلها الحقير …
قالت لي ذات مرة امرأة حزينة:
الوطن ليس وسادة من ريش
إنه جلمود إياك أن تضع راسك عليه…
من يومها وأنا أتهرب من النوم على تراب الوطن ولا زلت اتشرد أكثر فأكثر.
*من صفحته في فيس بوك.