منبر حر لكل اليمنيين

” ترتيب البيت الجنوبي مقابل تجزئة الشمال “

279

ظل شمال اليمن لعقود من الزمن عصي على قوى الاستعمار وحين قامت ثورة السادس والعشرون من سبتمبر وبعد تعاقب العديد من الرؤساء سعى اليمنيين بقيادة العقيد علي عبدالله صالح للوحدة اليمنية التي تحققت على يديه في ٢٢ مايو عام ١٩٩٠م وبدأت الجمهورية اليمنية مرحلة النهوض والتطور والبناء في شتى المجالات وشهدت اليمن الكثير من التحولات السياسية والاقتصادية والاجتماعية بقيادة حزب المؤتمر الشعبي العام وكان لليمن حضورها الإقليمي والدولي وعاش الشعب اليمني ذروة الأمن والسلم الاجتماعي لثلاثة عقود

اليوم ونحن نطالع الأحداث ونترقب الحلول وننتظر الانفراج في الملف اليمني نجد بأن التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية وصل إلى قناعة بأن يُترك الشمال لصراعاته ويبقى جنوب اليمن في مأمن من كل هذه الصراعات التي غذاها التحالف منذ أول طلعه جويه لعاصفة الحزم، وكأن الأهداف من إضعاف الشمال وتغذية صراعاته هو قيام دولة في جنوب اليمن تقوم على أنقاض وركام الشمال

وفي الوقت الذي يسعى فيه التحالف لترتيب البيت الجنوبي نراه يُثخن الشمال بمزيد من الصراعات والتعقيدات السياسية والاقتصادية دون الحاجه للحديث عن أسباب هذا الخلل الذي أصاب الملف اليمني والذي تعاقب عليه أربعة مبعوثين أممين جميعهم أجمعوا على أنه ملف في غاية التعقيد، ولولا حسابات الإخوة في المملكة العربية السعودية لما كانت كل هذا التعقيدات أن تحدث

وكما نعلم بأن الوحدة اليمنية لم ترق لبعض الأنظمة العربية في المنطقة التي كانت تقف لجانب الانفصاليين آنذاك وما إن أتت العاصفة إلا وبدأت تصفية الحسابات ومحاولة تحقيق مخطط قديم ولدَ ميتاً قبل الشروع فيه، وهو محاولة إعادة اليمن لما قبل عام ٩٠ وما تشهده عدن في الآونة الأخيرة خير دليل على أن هنالك مخطط مسبق فشل سابقاً في مراحل ومحطات عديدة ويعود اليوم بدعم الأشقاء وتحت يافطة إعادة الشرعية ودعم اليمن

ولعل الجميع تابع انعقاد ما يسمى ” بمؤتمر الحوار الجنوبي” الذي عُقد يوم أمس في مدينة عدن والذي خرج بمخرجات أقل ما يمكن وصفها بالمضحكة والتي تعبر عن حالة الإفلاس التي وصل إليها الإخوة في الانتقالي ومن يقف خلفهم ويدعمهم

ورغم أننا لا نخشى على ضياع الوحدة إلا أننا نشعر بالتقيؤ مما يحاك ضدها وكأن كل مشاكل اليمن وقفت على مسألة تقرير مصير الجنوب الذي يرفض كل أبنائه الانخراط في مخطط تقسم وتجزيئ الأرض اليمنية الواحدة، وهذا ما تسعى إليه إيران وأدواتها في اليمن بأن يكن يمن شطرين لا شطر واحد ليتسنى لهم الانفراد في الشمال كله وبسط نفوذهم على كامل أراضيه، ناهيك عن أن الوحدة اليمنية اقترن اسمها باسم علي عبدالله صالح فهذا يستدعي محوها من وجهة نظرهم وإلى الأبد.

وكما نعلم بأن جنوب اليمن غني بالرجال الوطنيين فإننا على ثقة تامة بأن الوحدة باقيه وبأن كل ما يحاك ضدها وضد إرادتهم سيبوء بالفشل كما فشل في محاولات سابقة وكانوا هم السابقون للدفاع عن وحدتهم ووطن الـ ٢٢ من مايو، الذي احتضن الجميع تحت سقف الوحدة وضمن حقوقهم المشروعة وتعامل مع الجميع بمبدأ الهوية اليمنية الواحدة التي قامت على أهداف وأسس ثابته

فالجميع يعلم بأن الحرب أتت لبتر أيادي إيران في اليمن ورفع ظلم وجور الحوثي عن اليمنيين كما أعلن التحالف العربي، ولكننا نرى اليوم صنعاء وكأنها تودع عدن بدعم التحالف، فيما عدن تأبى المغادرة رغم الوهم الذي أصاب ساستها الذين تنكروا لهويتهم وعروبتهم وباتوا كأحجار الدومينو تحركهم نفس الأيادي التي خسرت رهاناتها في حرب صيف ٩٤ ومازالت لليوم تبحث عن فشل جديد وصفعة جديدة قد لا تصحوا منها.

تعليقات