ولأجلِ مَنْ أهوَى سَأَحْيَا شَاعِرا
ولأجلِ مَنْ أهوَى سَأَحْيَا شَاعِرا
لا تَكْسِرِي لي – يا حَيَاتِي – خَاطِرا
ولأجلِ مَنْ أهوَى أظَلّ كما أنا
سَأظَلُّ إنْسَانًا يَفِيضُ مَشَاعِرا
أنا لَسْتُ إنْسَانًا بِدُونِ قَضِيَّةٍ
أنا لَسْتُ شَخْصًا في حَيَاتِكِ عَابِرا
لكنّني في حَالَتَيَّ مُعَاصِرٌ..
في الشَّكْل والمضمُونِ كُنْتُ مُعَاصِرا
أدْرِي بِأنَّ زَمَانَنَا لا يَحتَفِي
إلاّ بِمَنْ أَلِفُوا الحَياةَ مَظَاهِرا
لا، لَسْتُ مِنْهُمْ.. لَيسَ لِي شأنٌ بِهِمْ..
حَتّى كَلاَمِي أنتَقِيهِ جَوَاهِرا
ولقد فَرَشْتُ القلبَ دارَ ضيافَةٍ
جَحَدُوا ضيافَاتِي وقَلْبي العَامِرا
مَنْ لا يَزَالُ عَلَى العَدَاوَةِ قادِرًا
أنا لا أزَالُ عَلَى المَحَبَّةِ قَادِرا
الحَاسِدُونَ الحاقِدُونَ لَكَ انْبَرَوا
وسينشبونَ مَخَالِبًا وأَظَافِرا
هم يهمزونَ ويلمزونَ كمَا تَرَى
أوْ لا ترَى؛ لِتَظَلّ قَلْبًا طَاهِرا
ومُنافِقُونَ سَيَنْصَحُونَكَ بِالتُّقَى
لتَظلّ بِالزَّمَنِ المُنَافِقِ كافِرا
كُنْ أنْتَ، لا تَنْظُر وَراءَكَ، وَامْضِ.. لا
تَتَذَكَّر الماضي وتَنْسَى الحَاضِرا
سَتُقِيلُ عَثْرَةَ صَاحِبٍ وَتَراهُ إذْ
يَرجُو لَكَ الحَظَّ التَّعِيسَ العَاثِرا
هِيَ هكذا.. لا تَبْتَئسْ.. هِيَ هكذا..
لا ناسَ مثل النَّاسِ إلاَّ نادِرا
سَتَرَى مِنَ النَّاسِ الَّذِينَ عَرَفْتَهُمْ
عَجَبًا عُجَابًا.. بائعًا ومُتَاجِرا
هذا تَرَاهُ مُدَاهِنًا وَمُجَامِلًا..
هذا تَرَاهُ مُعانِدًا وَمُكَابِرا
هذا تَرَاهُ مُعَادِيًا لَكَ بَاطِنًا..
هذا تَرَاهُ مُعَادِيًا لَكَ ظَاهِرا
البَعضُ يَغسِلُ لِلْغُزَاةِ ثيابَهُمْ..
والبَعضُ يَحْمِلُ لِلْوُلاةِ مَبَاخِرا
كُلٌّ لَهُ.. كُلٌّ عَلَيْهِ.. وكُلُّهُ
خَيْرٌ؛ فَعِشْهَا شاكِرًا أوْ صَابِرا
أَلْقِ الْعِصِيَّ الْقَفْ عَصِيَّ الدَّمْعِ؛ كُنْ..
إنَّا نَعُدُّكَ شاعِرًا بَلْ سَاحِرا
كُنْ كُلَّ شَيْءٍ فِي حَيَاتِكَ؛ وَلْتَكُنْ
فِي هذِهِ الدُّنيَا غَرِيبًا زائرا
عِشْ دُونَهُمْ.. “شَرِّدْ بِهِمْ مَنْ خَلْفَهُمْ”
كُنْ أَوَّلًا فِي العَارِفِينَ وَآخِرا
25 أغسطس 2016