منبر حر لكل اليمنيين

اب.. كيف سيطرت المليشيا على 22 مديرية وحولتها إلى محافظة منكوبة

حلقات حول الفوضى والسوق السوداء وغيرها من الظواهر والقضايا

31

اتسعت دائرة الفوضى في عموم محافظة إب منذ اجتاحت مليشيا الحوثي الإرهابية العاصمة صنعاء وصولا إلى مدينة عدن أواخر العام 2014 ومع بداية العام 2015.

بدأ مسلحو الحوثي بالانتشار في كافة المديريات ال22، وبدأ تفجير منازل الخصوم ونهبها ومن ثم اعتقال عشرات المناهضين السياسيين والناشطين، وجعل بعضهم دروع بشرية لضربات الطيران كما حدث مع القيادي البارز في حزب الإصلاح أمين الرجوي في 21 مايو 2015.

تم استدعاء الرجوي في 3 أبريل/ من نفس العام إلى قسم الشرطة، قبل أن يتم نقله إلى أحد المواقع المستهدفة من قبل طيران التحالف بقيادة المملكة العربية السعودية في مدينة (ذمار)، ليتم التعرف على جثمانه من خلال أولاده.

أحدثت المليشيا فوضى عارمة في كافة المديريات ووصلت إلى الأطراف مع محافظات الحديدة، تعز، البيضاء، ذمار، الضالع، كما عملت على إرهاب الجميع وقطعت الطرقات الرئيسية.

تم وضع عشرات النقاط الأمنية التي تحولت تباعا إلى “محاكم تفتيش” في جميع المناطق الخاضعة لسيطرتها، ما أدى لاعتقال آلاف المواطنين ومعاناة شديدة في التنقل، وفرض اتاوات ومراقبة كافة التحركات وتوزيع قوائم بأسماء قيادات ومدرسين وناشطين وغيرهم ممن تعرضوا للتعذيب عبر وسائل عديدة.

توجهات طائفية

مع انتشار المسلحين ارتفعت حوادث القتل والاغتيالات بشكل غير مسبوق، وتم تصفية الحسابات بين كثير من الخصوم ومصادرة ممتلكات ونهب أراض شاسعة، ما خلق حالات احتقان واسعة بين الناس وثأرات لم تكن موجودة.

استغلت المليشيا الحرب وكرست الجهود لاستقطاب جيل كبير من النشء والشباب عبر الدورات الثقافية، كما استغلت حاجة البعض بتجنيدهم للجبهات الأمامية ليسقط العشرات ممن أطلقت عليهم الشهداء لتضمن بذلك مشروع مستقبلي تحاول من خلاله التسويق بأنها ضحت في سبيل الوطن.

فتحت العديد من المقابر في المحافظة كتوجه عام مثله مثل بقية المحافظات، كمرحلة جديدة من مشروع طويل الأمد تعمل عليه المليشيا بدعم من النظام الإيراني الذي يحاول التمدد عقائديًا وسياسيا في المنطقة العربية وكذلك في القرن الأفريقي.

نجحت المليشيا في خلق انفلات أمني ومجتمعي على نطاق واسع، خنق الحياة وكرس الفوضى في المديريات لتتحول المحافظة إلى ثكنة من القتل والتناحر وظهور مشاكل اجتماعية خطيرة في تغييب السلطة المحلية وقياداتها التي أبقت على بعضها من أجل تمرير مشاريع الفساد والطائفية لاأكثر.
يتبع….!

تعليقات