منبر حر لكل اليمنيين

” عودة صنعاء ووعود بن سلمان “

267

أتذكر في العام ٢٠١٥م حين أعلنت الرياض عن عاصفة الحزم كان الحديث يدور حول استعادة صنعاء واجتثاث الحوثي وكان الناس يترقبون هذا الحدث الذي ملئ الدنيا ضجيجاً وأقسمت الرياض على الوفاء به، خاصة بعد أن صرح ولي العهد السعودي محمد بن سلمان في إحدى مقابلاته بأن دولته قادرة على إقتحام العاصمة صنعاء خلال أيام وهذا ما جعل الناس توقن بأن صنعاء أقرب للعودة من أن تتحول لساحة عروض إيرانية

ولم نكن نعلم حقيقة ماكان يقصده ولي العهد وبأن الدخول إلى صنعاء سيكون بهذا الشكل الناعم الذي شرعن لميليشيا الحوثي وجودها كحاكم مغتصب للسلطة، ومكنها داخلياً من قبضتها على الوضع لتبدو أمام قواعدها قوة عسكرية غير قابله للكسر

وفي الوقت الذي كان فيه الحوثي يخسر من شعبيته جاء هذا الإقتحام السعودي الناعم للعاصمة صنعاء ليرفع من رصيد الحوثي أمام أتباعه ويضم إليه الكثيرين، خاصة وأن إعلام الحوثي إستغل هذه الزيارة ليروج لأتباعه بأن وفد بن سلمان أتى خاضعاً بين يديه وبأن القدرة الإلهية التي وعد بها عبدالملك الحوثي قد تحققت في وضح النهار

وهنا يبدو لنا الأمر جلياً بأن الغاية لم تكن صنعاء وبأن العاصفة لم تكن سوى رياح محملة بغبار الغدر وبرماد الحرب الذي أصاب أعين الساسة اليمنيين فتحولوا لأداة هدم ومعاول حفر دفنت بها الجمهورية

وبين كل هذه المعمعة والترتيبات واللمسات الأخيرة نجد مجلسنا الرئاسي الموقر خارج كل هذه الحسابات وكأنه تحول لمراقب دولي فاقد للقرار والأهمية، وأكتفى بهذا الدور الذي أوكل اليه

ويبدو أن الإخوة في المملكة العربية السعودية قد خططوا مسبقاً لهذا السيناريو وكأن الأمر كان يتعلق فقط بمسألة الوقت المناسب لتبدأ مرحلة التوافق بين الطرفين وليكن ملف الأسرى المخرج لبن سلمان

داخلياً يشعر المواطن اليمني بحجم الغدر الذي تلقاه وهو يرى صنعاء تحتفي بوصول الوفد في حين كان ينتظر مع إشراقة كل صباح وعد بن سلمان ويداه على الزناد ليخرج شاهراً سلاحه في وجه الحوثي دفاعاً عن صنعاء وعن عرضه وشرفه وقيم ومبادئ وأهداف ثورة سبتمبر الخالدة

وبين كل هذه الحقائق مازالت بعض الأبواق تُصر على أن الأهداف التي قامت عليها عاصفة الحزم لم تخرج عن سياقها وبأن الأهداف تحققت كاملة رغم أن صنعاء مازالت تُدين للخميني وتتنكر لهويتها اليمنية التي قامت عليها ثورة سبتمبر ومنها عانقت صنعاء عواصم العالم

وإلى أن تعود صنعاء وتعود كل اليمن تتحمل الرياض وكل جماعات التطرف والإرهاب وزر كل ماحدث ويحدث في الجمهورية اليمنية.

تعليقات