منبر حر لكل اليمنيين

يا وطني الجريحْ

62

أحسُّ كلَّ مفصلٍ في جسدي يصيحْ
من حزنهِ عليكْ
من شوقهِ إليكْ
من الأسى الممتدِ فوقَ أفقكَ الفسيحْ.
يا وطني الجريحْ.

يا وطني الغارقُ في بحيرةِ الندمْ
يا أيها الخارجُ من غياهبِ العدمْ
يا من تُربي في ضلوعكَ الأصيلةِ الحِممْ
ومن رفاتِ عمركَ المهدورِ
تنسجُ الأحلامَ والعلمْ
لتشمخ القلوبُ في صدورنا
ويكتسي بالأملِ الألَمْ.

يا وطني المتعبُ والجَسُورْ
يا ملهمَ الوعولِ فطنةَ الصعودِ
قبل تُخلقَ الجسورْ
امنح عيون غدنا فراسة الصقورْ
فإن جوعنا إلى الخلاصِ
فاض في الصدورْ
وهذه العزائم التي أرهقها التشردُ الطويل لن تخورْ
حتى تضمَّ النورْ.

فإن أضعنا بعض حكمة الجدودْ
وإن رأيتَ فينا صورةً من “عادَ”
أو “ثمود”
وإن تمادتِ الحواجزُ الرعناءُ
في وجوهنا
وكشرتْ عن نابها الحدودْ
فإن كلَّ طائرٍ لعُشهِ وأهله
لا بد أن يعودْ
وفي سبيلِ أفقهِ بعمرهِ يجود.

فكيف لا نفديك يا حبيبنا
وأنت سيِّدُ الأقمارِ والشموسْ
وأنت من شربنا من يديهِ مجدَنا
وأقدس الكؤوسْ
فكيف لا ترى لنا قوادماً
على جبين خصمنا وأنفهِ تدوسْ؟
لا..
لا تظن لحظةً
أن يستريحَ “عُمرٌ”
وعند باب بيتهِ يُعسكرُ المجوسْ.

تعليقات