كمواطن جنوبي بسيط انا مع الحوار الجنوبي من حيث المبدأ وما يجري الان على الساحة الجنوبية من تقارب وتوافقات بين الأطراف المشاركة في اللقاء التشاوري الجنوبي هو ناتج طبيعي لمرحلة طويلة من الصراعات والاختلافات وان فرصة الحل السياسي قد لا تتكرر بهذه الصورة ولكن الحوار غير مكتمل الأركان الا بوجود كافة المكونات السياسية الجنوبية اي بين فئات الشعب الجنوبي ومكوناتها للتوصل إلى تفاهمات سياسية في الحوار الجنوبي جنوبي لكي يساعد في إيجاد مصالحة وطنية حقيقية بين الأطراف الجنوبية فالمصالحة تبدأ بإعادة اللحمة الجنوبية المتفككة بمعالجات واقعية ومبادئ تكون في حل الاختلافات بكل أشكالها وإن تعذر ذلك اعتقد أن الحوار الجنوبي اليوم خالي من الدسم كون الحوار الحقيقي الذي يبني الدولة الجنوبية ما يزال بعيد التحقيق والمنال.
شعب الجنوب ايها المتحاورون في عدن اليوم يتطلع إلى استعادة الدولة دولة القانون ينعم فيه المواطن بحكم فيدرالي عدالة ومساواة وليس وطن يسود فيه الظلم وطن تحكمه المؤسسات والأجهزة الإدارية ويريد المواطن أن يرى على أرض الواقع المشاريع الانمائية وتكافوا فرص العمل لأبنائه المخلصين وليس لأبناء وأقارب وحاشية ممن سيديرون شئون الوطن يريدون أن يرو الرجل المناسب في المكان المناسب وليس يرو الجهلة والمتخلفين عقليا وسياسيا وتقاسم النفوذ نحن نريد وطن حر مستقل ولا نريد وطن لساحة صراعات ومشاريع لعملاء محليين تابعين للقوى الإقليمية والدولية.
شعب الجنوب ايها المتحاورون في عدن مطالبه واضحة وضوح الشمس ويعرفها الجميع كما تجاهلها السابقون لأهداف شخصية ومصلحية وسياسية تتخلص ببساطه شديدة عدم رغبتهم أن يعيشوا كالقطعان المنقادة لرؤوس الفاسدين وأصحاب الأجندات الشخصية يريد أن يشعر المواطن الجنوبي بالانتماء الفعلي وبالهوية الوطنية الجنوبية وليس الارتهان للقوى الإقليمية وانتهاك سيادته برا وجوا وبحرا وطن يسمح بالعيش المشترك لكافة أبناء الجنوب.
شعب الجنوب ايها المتحاورون في عدن لا يريد أن تعم الفوضى والانقلاب والسلب والنهب وقطع الطرقات والتهريب والعصابات المسلحة التي ترتدي الزي العسكري والامني وهي خارجة على ابسط قواعد النظام والقانون والإنسانية ولا يريد تكميم الأفواه ومصادرة القرار والاعتقال والسجون والزنازين وتهديد كل من تسول له نفسه التعبير عن رايه أو التفوه بكلمة اعتراض على مهازل متولين السلطة نريد العيش الكريم نريد مقومات الحد الأدنى للحياة والخدمات والتخلص من ازمات ومشاكل الكهرباء والماء والمواصلات والصحة والتعليم والبيئة وغيرها من المشاكل الأخرى.
شعب الجنوب ايها المتحاورون في عدن يريد حوار جنوبي جنوبي مبني على أسس المصالحة الحقيقية والعميقة والشاملة وأن يضع الحوار النقاط على الحروف لوضع ركائز لبناء دولة جنوبية على كافة الأصعدة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والأمنية نريد دولة مجتمعية نجد فيها المواطنة الحقيقية لا فرق بين جنوبي جنوبي لا مغالبة ولا استعلاء لأنه الوطن هو الأسمى.
شعب الجنوب ايها المتحاورون في عدن يريد حوار تحت مظلة كافة المكونات السياسية الجنوبية لتعزيز المصالحة الوطنية وإظهار أهميتها في ترميم الصفوف وتقنية النفوس وان يكون الحوار على أحسن وجه لكي يخطو بثبات فعملية بناء الدولة الجنوبية يتطلب الحفر عميقا من أجل إرساء الأسس حتى يعلو البناء على أسس راسخة وعميقة لتمنح شعب الجنوب الثقة والشعور بالأمان .
من يراقب الحوار الجنوبي اليوم في عدن يتسرب فيه المزيد من الشك ولن يثمر حلا سياسيا شاملا لبناء دولة الجنوب لعدم مشاركة بقية المكونات السياسية الجنوبية واستبعاد بعض فئات واسعة من الجنوبيين وهذا ما تخوف منه أبناء شعب الجنوب فاللجنة المنظمة للحوار استبعدت بعض الأطراف الأخرى وعدم السماح لها بالمشاركة من البداية لأهداف سياسية فالكل يدلي من منطلقات مختلفة وعديدة وغايات متقاطعة ومتضاربة مما يعكس وضع القضية الجنوبية لاتزال شائكة ومتشابكة وحوار الضحك على الدقون وتحركها خيوط مصالح القوى الإقليمية .