منبر حر لكل اليمنيين

ما تبقَّى مِن الروحِ ..

37

الروحُ مصلوبةٌ يا ريحُ في كهْفي
أ موطنٌ واحدٌ يا ريحُ ؟ هل يكفي ؟

أشقُّ دربيْ حَنينَاً خالصاً ،فإذا
بيْ قد رجعْتُ (حُنَيناً) باهتَ الخُفِّ

تعلَّقتْ بِدميْ الدنيا و ما اقْترفتْ
روحي سوى بلدةٍ مِنْ سورةِ الحتْفِ

أماميَ الحزنُ و الطاعونُ مشتعلٌ
حوليْ ، و موتي يزفُّ القومَ مِنْ خلفي

لم أمتلكْ غيرَ أحلامٍ ألوذُ بِهـــــا
و اسْمٍ مِن الحمدِ ممنوعٍ مِن الصَّرْفِ

و غربةٍ شقَّتِ الميلادَ مِنْ قِبَلِي
كما تشقَّقَ وجهُ الشعرِ في حرفي

مدينتي مُذْ نأتْ عنْ روحِها سُبُلي
وَ هْيَ انْهيارٌ يخطُّ الموتَ في سقفي

في شرْفةِ الليلِ أشيائي معلَّقةٌ
كنهْرِ جدَّي ، تناجيْ خيبةَ الرَّفِّ

على حرائقَ مِنْ موروثِ أخيلتي
و أمنياتٍ قِدامِ البوحِ و النَّــــزْفِ

ما زالَ يركضُ سوطُ الحزنِ في لغتي
فَمَنْ سيَخْرُجُ غيرُ الآهِ مِن صُحْفِي ؟

و مَنْ يرتِّبُ أحلاميْ إذا ازدحمتْ
في أعينِ الليلِ آياتٍ مِن الزَّحْفِ ؟

و في شقوقِ المرايا خيلُ ذاكرتي
كخيمةٍ وهنتْ في أضلُعِ الضّعْفِ

جَلَدْنَ روحي ، و قالوا : طفلةٌ هرَبتْ
مِن العواصفِ فانقادَتْ إلى العصْفِ

عشرونَ عاماً و أحزاني تجرْجرُني
بينَ الطموحاتِ و الأعوامِ و الخسْفِ

كآيةٍ عرضُها الدنيا إذا قُــــــرِأتْ
تمزَّقتْ في سناها لذَّةُ الــــوقِفِ

كفرتُ بالقومِ إذْ قالوا : الرُّؤى كفَرَتْ
هلِ اعْتراهمْ حديثُ النفسِ بالسُّخْفِ ؟

أ ما رأوني تصوَّفْتُ ؟ الأنينُ دمٌ
يسيرُ بي ، فتسيلُ النفسُ مِن كفِّي

مُذْ جئتُ وَ هْيَ طموحٌ في شِفا جُرُفٍ
هارٍ ، تصارعُ أسمائيْ ، فهلْ تشفي ؟

وهلْ على شاعرٍ هدَّتْهُ غربتُــــهُ
غيرُ احْتفالاتِهِ بالنأيِ و العــــــــزْفِ ؟

حتى تضُجَّ الأماسيْ بينَ أضلعِهِ
فيصعقَ الحلمُ في جنبيهِ كالدُّفِّ

تعليقات