منبر حر لكل اليمنيين

هل أصبح أحمد علي عبدالله صالح يمثل خطراً على المنطقة من جماعة الحوثي والإخوان؟

154

في الوقت الذي كنا ننتظر فيه تحرك الرياض باتجاه رفع العقوبات الظالمة عن أحمد علي عبدالله صالح فوجئنا جميعاً بوفد سعودي يزور العاصمة صنعاء برئاسة آل جابر وضباط من المخابرات السعودية لعقد صفقة مباحثات بين الطرفين أغلب بنودها لا نعلمها لليوم

حيث تابعنا جميعاً عبر شاشات التلفاز ووكالات الأنباء المحلية والدولية خبر وصول الوفد السعودي للعاصمة صنعاء دون الحديث عن حقيقة ما جاء إليه الوفد السعودي

ومن السخرية أن تجد كل سماسرة الحرب والذين شاركوا في قتل اليمنيين وتدمير اليمن وتاجروا في القضية اليمنية ومعاناة اليمنيين في فنادق العواصم العربية والدولية ويشاركون في صنع القرار اليمني ومن ضحوا لأجل اليمن واليمنيين تحت وطأة ظلم العقوبات والقرارات الكيدية

وهنا نتساءل هل أصبح المواطن أحمد علي عبدالله صالح في نظر الإخوة في المملكة العربية السعودية يشكل خطراً كبيراً على سير العملية السياسية في اليمن من الحوثي وبقية الجماعات المتطرفة مما جعلها تهرول نحو الحوثي وتعرض عليه بضاعتها مقابل طي صفحة ثمان سنوات من الحرب والقتل والدمار والتشريد

وكأن الرياض بهذه الخطوة أرادت القول بأن الحوثي وجماعته أكثر أماناً على اليمن وأمنها القومي والمنطقة من أحمد علي عبدالله صالح الذي لم يزهق روحاً ولم يحمل سلاحاً لقتل الأبرياء ولم يحرك قواته لتهديد أمن دول الجوار كما فعل الحوثي ولم يتمرد على قرار إقالته وغادر منصبه فور صدوره في مشهد جسد معنى الديمقراطية والتعددية لا نراه إلا في الدول المتقدمة

ثمان سنوات مارسنا فيها كناشطين وإعلاميين وسياسيين الدجل والتطبيل والمجاملة والمداهنة في حق الإخوة في المملكة وكانوا يقابلونا فيها بمزيد من العند والكيد والكراهية والإصرار على بقاء العقوبات

من غير المنطق أن تتعامل المملكة مع جميع أطراف الصراع كحمامة سلام وأن تتعامل مع ملف العقوبات وأحمد علي عبدالله صالح كرجل يهدد الأمن والسلم الاجتماعي
وهنا يبدو لنا بأن الأمور أخذت منحى آخر وبأن المملكة شخصنة ملف العقوبات وبات الأمر لديها يتعلق بنجل صالح كاسم وليس كملف قانوني قابل للنقاش والأخذ والعطاء فيه

ولو عدنا للوراء وتابعنا تصريحات بعض المسؤولين السعوديين ولقاءاتهم المعلنة وغير المعلنة بالحوثيين لوجدنا بأن المملكة تحاول بشكل أو بآخر طي صفحة علي عبدالله صالح وكل ما يتعلق به وهي على استعدادا لجعل اليمن حاضنة لكل حروب المنطقة على أن لا يحكمها شخص له علاقة بصالح ومتمسك بقيم ومبادئ وحنكة صالح

حقيقة لابد من الاعتراف بها بأننا جميعاً كناشطين وإعلاميين وسياسيين شاركنا في جريمة بقاء العقوبات الظالمة عن السفير أحمد علي عبدالله صالح

ويجب ان تدرك المملكة اليوم وقبل الغد بأن تعندها في بقاء العقوبات يمس مشاعر ملايين من اليمنيين وبأن تطبيع الأوضاع الأمنية والسياسية في اليمن لن يتم دون إنهاء هذا الملف وإعادة الاعتبار لأحمد علي عبدالله صالح الذي يمثل كافة أطياف المجتمع اليمني

وأخيراً
لو كانت المملكة العربية السعودية حقيقة تريد الخير لليمن واليمنيين كما تدعي فهي تعرف جيداً الطريق التي ستسلكها.

تعليقات