المنتفعون من الفوضى والحرب
حتى المستفيدين على الصعيد الشخصي، أقصد حتى الذين ازدهرت أحوالهم الخاصة بسبب/ أو بالتزامن مع مجمل الظروف والأحداث الجسيمة التي عصفت باليمن في السنوات العشر الأخيرة.
حتى هؤلاء لا يستطيعون التعبير عن سرورهم ورضاهم إزاء الوضع التاريخي القائم في عموم اليمن.
لا يمكنهم القول [علناً على الأقل] إن الأمور في البلاد طيبة بأي صورة من الصور، أو أنها لا تستدعي إظهار أي قدر من الحسرة والسخط والحزن، على الرغم من أن بعضهم مدرك تمام الإدراك أنه مدين بالنجاحات والخيرات والمكاسب والترقيات التي حظي بها على الصعيد الشخصي الجزئي، إلى سلسلة الأحداث والتحولات الكبرى التي انتهت برسم هذه اللوحة الكئيبة للخراب والتمزق والفساد الذي طال تقريباً كل ما هو مهم وثمين بالمعيار الوطني.
ما أريد قوله هو أن أغلب هؤلاء (ربما ما عدا حسين العزي والعماد)، ورغم أن أحوالهم الشخصية تحسنت كما أسلفنا، لا يسعهم إلا الإقرار بالحقيقة المريرة الجلية الساطعة وهي أن اليمن في حالته الراهنة بلد منكوب وتعيس ومحطم بلا إرادة ولا كيان، سواءً بالقياس إلى غيره من البُلدان المستقرة، أو حتى بالقياس إلى ما كان عليه قبل اندلاع الفوضى والحرب.
إذاً.. حتى كبار المستفيدين، أكانوا أفرادا أو جماعات أو زعامات لمشاريع جزئية، يُجمعون على مأساوية وانحطاط الأوضاع في هذه المرحلة، لكنهم سيختلفون فقط حول من هو المتسبب الأول، وهذا دليل إضافي على أنها أوضاع بغيضة مخزية وإلا لما تنصلوا من نسبتها إليهم.
إذ لو كانت على عكس ما هي عليه لرأيتهم يتسابقون لإعطاء أنفسهم شرف المشاركة في صنعها.