منبر حر لكل اليمنيين

يتطلع اليمنيون أن يعلن الانتقالي الانفصال كي يتحرروا من حكومة معين عبد الملك

30

إن اللقاء التشاوري الذي سيعقده المجلس الانتقالي اليوم الخميس يعد اختبارا صعبا له ، أمام جمهوره ، والاختبار المقصود هو ، كيف سيتعامل مع مجلس القيادة الرئاسي الذي يمثل الشرعية المفترضة والتي يملك المجلس الانتقالي نصفها وفقا لاتفاق الرياض الأول والثاني ؟

يذهب المحللون السياسيون إلى التساؤل حول ، ما الذي سيفعله المجلس في لقائه التشاوري أكثر من الذي فعله في ٢٠٢٠ ، حينما أعلن الحكم الذاتي ، ليعود بعد ذلك ليوقع على اتفاق سلام في شهر نوفمبر من نفس العام والقبول بتشكيل حكومة وحدة وطنية ودمج ميلشياته تحت سيطرة الحكومة المعترف بها دوليا ، مضى في المشاركة السياسية وامتنع عن دمج ميلشياته في الجيش الوطني .

وبالرغم مما سبق ذكره وتأكيدا على عجز الانتقالي من الإقدام على اتخاذ مثل هذه الخطوة ، إلا أن قطاعا واسعا من الشعب اليمني ، يتمنى أن يقدم المجلس على مثل هذا القرار ، لكي يتحرروا من حكومة معين عبد الملك التي مارست الفساد حتى أوصلت اليمن إلى المرتبة ١٧٧ في ترتيب الدول من أصل ١٨٠ دولة ، إضافة إلى ذلك ، فإن الإقدام على إعلان الانفصال ، سيجعل صراع النفوذ والمصالح بين السعودية والإمارات يظهر إلى العلن ، وسيعري المجلس أمام أنصاره .

وبالرغم من أمنياتنا بأن يقدم الانتقالي على مثل هذه الخطوة لنتحرر من حكومة معين عبد الملك ، إلا أنه لن يستطيع المضي في هذا الطريق ، ليس لأن القوانين الدولية لا تدعم الانفصال فحسب ، ولكن لأنه لا يملك إجماعا في الجنوب ، ولا يوجد طرف رسمي يوقع معه الانفصال ، ففي القانون الدولي ليس هناك حق للانفصال مالم يتفق الطرفان عليه ، وهذا غير متاح في وضع اليمن .

ولكي يتم الانفصال ، يشترط أن يكون هناك شعب ليستطيع الاعتماد على حق تقرير المصير ، وأن يكون هذا الشعب يتعرض للاضطهاد ، وهنا من يحق له المطالبة بالانفصال الشماليون وليس الجنوبيون ، لأن الشماليين يتعرضون للاضطهاد من قبل الانتقالي ومقصيون من ممارسة السلطة في مؤسسات الدولة الموجودة في العاصمة المؤقتة عدن .

كما قلت ، إعلان الانفصال ، سيكون له إيجابيات كثيرة ، سيحررنا من حكومة معين عبد الملك ، وسيعمل على انهيار التحالف السعودي الإماراتي وسيقود إلى حدوث تغيرات جوهرية ، سواء في التحالفات الداخلية ، أو على مستوى المنطقة ، فمهما تطابقت مصالح السعودية مع الإمارات ، إلا أنها لن تسمح للإمارات أن تنتزع منها موطئ قدم استراتيجية فيما تعتبره الحديقة الخلفية لها ، لذلك لقاء اليوم ، ما هو إلا خلط للأوراق بتشجيع إماراتي للمضي نحو الاستفراد بحزب الإصلاح في الجنوب ، وترك السعودية تواجه مصيرها مع الحوثيين في الشمال ، ولن تكون الإمارات متحمسة للانفصال ، ليس حبا بوحدة اليمن ، بل لأنها لا تريد دولة جديدة تتحمل أعباءها ، بقدر ما تريد جنوبا مضطربا ودولة موحدة ينخرها الضعف ، وشرعية بلا عاصمة .

تعليقات