لا وقـتَ لـلشعر والأكوانُ في شغَبِ
مـا أوجـع الـكونَ بالقتلى بلا سببِ
مـا أسـكتَ الـشعر عـن أمٍ بـلا ولدٍ
وعــــن ثــلاثــةِ أطــفـالٍ بـــدون أبِ
وعـــــن إذاعــــةِ أخــبــارٍ مــزايــدةٍ
عـلـى الـمـراقينَ بـيـن الـزيتِ واللهبِ
ســـواهُ غـصـة شـامـيٍّ بــلا كـتـفٍ
يــرى حـفـيديهِ مـعـجونين كـالـرطبِ
يــرى الأسِـرةٓ بـعد الـقصف خـاليةً
مــن الأحـبـةِ والأجـسـادَ فـي عُـلَبِ
وقـال حـزني لم يصغر على هرمي
ومـا كـبرتُ أرى الأحزانِ في طلبي
رأيــتُ وجـهـي فــي الـتـلفازِ تـندبُهُ
مـذيـعةٌ وجـهـها بـالحزنِ لـم يُـصَبِ
أنـامُ وحـديَ فـي الـتسعين سـاهرةٌ
بــيَ الـمشاعرُ إلا أن أكـونَ نـبي !
عـلى الـعروبةِ حـزني لا عـلى أحـدٍ
فـلم أصـبْ بـسواها مُـنذُ بُـشِرَ بي
هــي الـبـقيةُ مــن عُـمـرٍ قـتـلتُ بــهِ
مـن الـولادةِ “هـذا مـا جـناهُ أبـي”
ومــن ألــومُ ؟ ألــومُ الأرضَ عـاجزةً
عـــن الـنـهـايةِ يـــا بـالـونةُ انـثـقبي
ويــا خــواء تـمـطى يـا خـواء أجـبْ
ويـــا خـــواء أجــرنـا مــن دمٍ لــزبِ
عـلـى الـعـروبةِ لا أحـيـا ولــو كـذباً
ويـعـلـمُ اللهُ لا أحــيـا عــلـى كــذبِ
خــــذوا دزيــنـةَ أنـفـاسـي بـأمـنـيةٍ
أريدُ وعدَ رجالٍ : لا يموتُ صبي !
وحـاربـوا مــن أردتـم نـادموا جـبلاً
بـبـركـتـين مــــن الــبــارودِ مـلـتـهبِ
وهــجــروا مُــدنــاً كُــبـرى بـبـارجـةٍ
إلـى الـمنافي بـثقلِّ الـكاهلِ العربي
وفـرغونا مـن الـمعنى اشـربوا دمـنا
ولا تــمـوتـوا وفـيـنـا غــيـرُ مُـغـتـربِ
وعــلــمـونـا مــعـالـيـكـم جــلالـتـكـم
وســيـدي وولــيـي طــاهـرَ الـنـسبِ
مـن ألـف مـعنى ولا معنى نراودكم
عـلى الـتخلي عـن الـطغيان والغلبِ
وعـنـد مــا انـتـفض الـبركان ثـوركم
بــعـدة الـجـبـروت الـغـير مُـحـتسبِ
فـلـعـنـةُ اللهُ تـغـشـى كُـــلَّ مــرتـزقٍ
وخــائــنٍ وعـمـيـلٍ ســائـرَ الـحِـقَـبِ
٢/٥/٢٠١٦ م