سؤال يدور في أذهان الشعب اليمني هل سينهض الوطن … ؟
سؤال يتردد في أذهان شعب وطني في الداخل والخارج وأصبح حديث الساعة بعد أن أخذ الياس منهم في النفوس ويحدوهم الامل في إيجاد مخرج من الازمات الخانقة التي يعيشونها ويتجرعون مرارتها كل يوم ويتطلعون لسماع إجابة متى سينهض الوطن ؟ فقد مل الشعب من المحللين السياسيين في القنوات الفضائية وسئموا وعود من اللاعبين الأساسيين في الدولة واختلطت مشاعرهم الحابل بالنابل وبقي السؤال قائما يحتاج لإجابة شافية ولكن الجواب بشكل قطعي أمر لا يملكه احد ويخضع في الواقع لتقلبات المشهد السياسي الذي يعيش فيه الوطن .
فالجواب على السؤال سينهض وطني بمشيئة الله عندما يتوقف تدخل الدول الإقليمية والدولية بدون استثناء في الشأن اليمني ويكفوا أيديهم عن دعم الأطراف المتناحرة والمليشيات المسلحة التي فرضت وجودها بقوة السلاح ويسعى أبناء الوطن الشرفاء بكل وعي ودراية وحكمة لإخراج الوطن من دائرة الصراع الإقليمي الذي اطبق عليه بمخالبه واوقعها فريسة براثنه وايضا ينتهي الانقسام السياسي القائم وتتوحد مؤسسات الدولة وتكون تحت إدارة مدنية واحدة وتتوقف الأطراف المتناحرة من سعيها الدؤوب للوصول إلى السلطة بقوة السلاح لتكريس الهيمنة على ثروات ومقدرات الشعب .
سينهض وطني عند ابعاد كل الوجوه الفاسدة في الحكومة الحالية ويلتزم أصحاب القرار بوضع معايير دقيقة وضوابط صارمه عن تعيين رئيس وزراء واعضاء في الحكومة القادمة توجد فيها النزاهة والكفاءة العلمية والخبرة المهنية والقدرات القيادية والمهارات الإدارية وابعاد الاعتبارات للمصالح الفئوية والشخصية وماربها المشبوهة لكي يؤدي الوزراء المعينين أعمالهم على أكمل وجه وان يثقوا الله في وطنهم وشعبهم ويبتعدوا عن اللهث وراء مصالحهم الشخصية والبحث عن زيادة مداخلهم المالية بطرق ملتوية غير قانونية بتدليس ورشاوي ونهب وتزوير ووقف دعم رجال الأعمال عن نهب المال العام .
سينهض وطني عندما يبتعد السياسيين في زرع الفتن بين أبناء الوطن الواحد ومن التحريض عن القتل خارج القانون أو الخوض في الشئون السياسية بدون علم أو إدراك لإبعادها … سينهض وطني عندما يسعى كل الشعب أن يكون مشروع المصالحة الوطنية هدفا نبيلا لتبنيه وتجسيده لواقع ملموس لإرساء السلام والمحبة وتوطيد الإخوة والوئام بين أبناء الوطن الواحد ضمن روية حقيقية لتجسيد العدالة الانتقالية وما تقتضيه من إجراءات لتقصي الحقائق ورد المظالم لأبناء شعب الجنوب .
على الجميع أن يدرك أن الوطن اليوم مجرد اسم وان الاوضاع متدهورة للغاية بسبب بعض الشخصيات السياسية الأنانية والذي يديرون شئون الوطن ويتلاعبون بمصيره ولكن كلنا أمل في رجال الوطن المخلصين الحقيقين لن يرضوا بهذا الواقع الأليم ومتأكد من وطنيتهم في بناء اليمن الاتحادي الحديث من إقليمين شمال وجنوب بحكم ذاتي لإنقاذ الوطن والوحدة اليمنية والدم الواحد دون تميز أو إقصاء أو تهميش ووضع السياسات والخطط الكفيلة في النهوض بإذن الله.