(قَصِيدَةُ بَكِّينَ)
عَنِ ابْنَةِ التِّنِّينِ،
عَنْ بَكِّينْ،
مَاذا بِوِسْعِ الشِّعْرِ أنْ يَقولْ؟!
عاصِمةِ الجِهَاتْ..
مَدينةِ الأحْلامِ،
والأقْلامِ،
والأنْغامِ،
والسَّلامْ..
مدينةٍ تُشْرِقُ فيها الشّمْسُ باكِرًا،
وتُزهِرُ الأرْواحُ باكِرًا،
وتُورِقُ الحَياةْ..
بَكّينُ حِضْنٌ دافئٌ،
يَكْبُرُ فيهِ المَجْدُ والتاريخُ والسِّنِينْ..
والحُبُّ والإبْداعُ والفُنُونْ..
ماذا بِوِسْعِ الشِّعْرِ أنْ يقولْ؟!
عَن سُورِها العَظِيمْ،
عَن قَصْرِها الصَّيفِيِّ،
عَن بَوّابةِ السماءْ..
ومَعْبدِ السماءِ،
ومَجْدِها القديمْ..
والجَبَلِ العِطْرِيِّ،
والأنهارِ والأفْياءِ والحُقُولْ..
بَكِّينُ في عُروقِها تَشتَعِلُ الدِّماءْ،
بَحثًا عنِ الجَديدْ،
عَنْ حُلْمِها المَجيدْ..
بكّينُ تَبدُو هَكذا:
عَروسَةً في غايةِ الجَمالْ..
سَيّدةً صِينيَّةً في مُنتهَى الوَقارْ..
أَمِيرَةً، يَحْرُسُ تَاجَ عِزِّها
سِلسِلةٌ مِنَ الجِبالْ،
سِلْسِلَةٌ مِنَ التِّلالِ،
سِلْسِلَةٌ مِنَ الرِّجالْ..
بكّينُ تَبْدُو هَكذا:
حِكايةً كأنَّها نَسْجٌ مِنَ الخَيالْ..
مَدينةً تَمْتَدُّ من شَواطِئِ التاريخِ،
حتى قِمَّة ِ الخُلُودْ..
مدينةً جامِحةً،
كَمُهْرَةٍ بَرِّيَّةٍ ليسَتْ لها قُيُودْ..
مَدينةً طامِحَةً،
أَحلامُها ليسَتْ لها حُدُودْ..
أبْنَاؤُها..
ماذا يقولُ الشِّعْرُ عن أَبْنائِها؟!
كالنَّحْلِ يَعمَلونْ،
كالزَّهْرِ يَبْسُمُونْ،
كالنَّهرِ يَعبُرُونْ،
كالعِطْرِ يَنْسَابُونَ دُونَ صَوتْ..
تَعْرِفُ عَنهُم ذلكَ الدّرُوبْ،
تَعرِفُ عَنهُم ذلِكَ البُيُوتْ..
فَيَتْرُكُونَ خلفَهم دُرُوبَهُم جَداوِلْ،
بُيُوتَهُم مَشاتِلْ،
حياتَهم خَمَائِلْ..
مَاذا بِوِسْعِ الشِّعْرِ أنْ يقولْ؟!
إذا رَأى بَكّينَ لا تَنامْ،
إِلّا لِكَي تَحْلُمَ بالوُصُولْ..
لِكَي تَظَلَّ شَمْسُها مُشْرِقَةً لا تَعرِفُ الأُفُولْ..
مَاذا بِوِسْعِ الشِّعْرِ أنْ يقولْ؟!
إذا رأى قِطارَها يَسِيرُ،
وَحُلْمَها الكَبيرْ..
وليس في طَريقِهِ مَحَطَّةُ انتِظارْ،
سِوَى انْتِصارٍ خَلفَهُ انْتِصَارْ..
كَأنَّهُ والوَقتَ في نِزَالْ..
هذا، وَفي الأخِيرْ:
مَاذا بِوِسْعِ الشِّعْرِ أنْ يقولْ؟
أَوْجَزْتُ ما أَعرِفُ عن بَكّينَ باخْتِصَارْ،
وفي اعتِقادِي أنّهُ
ما زالَ في صُندُوقِها المُعجِزُ والمُثيرْ..
ما زالَ في صُندُوقِها الكثيرْ..
الصين
4/4/2023