منبر حر لكل اليمنيين

قصة السجين القاصر محمد السموم بعد 24 عاما خلف القضبان

26

بعد 24 عاما من السجن يسرد محمد طاهر السموم قصته بالكامل من داخل سجنه الذي ظل فيه كل هذه الأعوام وكيف رُفع تقريرا طبيا مزيفا بعمره أثناء قتله بطريقة الخطأ أحد أصدقائه وكيف تمت الموافقة من رئاسة الجمهورية بإعدامه وكيف تراجع منفذ الاعدام ورئيسي الجمهورية صالح ومن بعده هادي.

القصة كامل منذ البداية وحتى النهاية سردها الصغير القاصر البالغ اليوم من العمر 38 عاما:

قضيتي بإختصار لكل من يسأل عن قضيتي حصلت كالتالي: في يوم الثلاثاء الموافق 8/6/1999 كنت جالس انا والمرحوم عمار احمد الحجيلي في الوادي فقال لي عمار ارميك ووجه سلاحه نحوي وضغط على الزناد والأمان حق سلاحه مفتوح، لكن سلاحه لم يكن فيه رصاصه في بطنه، فنظرت اليه وقلت ما هكذا سهل انا افعل مثلك يا عمار، وكان سلاحي فيه رصاصه في بطنه، فقمت بإخراج الرصاصه من بطن سلاحي ولم ازيح قرن السلاح وحينها طلعت طلقه أخرى وانا لا اعلم انه سوف تطلع طلقه اخرى، وحين قمت بإخراج الطلقه من سلاحي ازحت حينها قرن السلاح حقي وظنيت حينها انني بهذه العملية قد اصبح سلاحي فارغ من الرصاص فبدلا من ان ازيح القرن اولا وبعدها ابعد الطلقه من بطن الالي عكست العمليه فطلعت طلقه اخرى، فقلت ارميك يا عمار وانا اريد ان افعل كما فعل ان اوجه سلاحي نحوه واضغط على الزناد فلا يحدث شيء لأن سلاحي فاضي ولا يوجد فيه رصاصه، والحقيقة انه لم اوجه سلاحي نحوه الذي فعلته هو ان السلاح كان امامي وانا جالس لكنه كان متوجه نحو عمار فأردت أن اجرب واضغط على الزناد وبعد ذلك اوجه سلاحي نحو عمار وافعل مثل ما فعل، لكن حين ضغطت على الزناد قرح السلاح وكان متوجه نحو عمار وهو جالس وانا جالس جنبه ليس بيننا الا متر وشويه، عندما قرح سلاحي استغربت وقلت كيف حدث هذا الامر وانا قد اخرجت الطلقه من سلاحي، وما هي الا ثواني حتى رأيت عمار يسقط في الارض لأنه كان جالس، فنهضت ورأيت رأسه في فتحه كبيره بسبب الطلقه، فأصبت بالرعب والهلع وغادرت المكان وهربت نحو قرية أخوالي، عندما وصلت الى قرية اخوالي شرحت لهم كيف وقعت القضية، فقالوا لي لا تقل هكذا، وهنا لابد أن تركزوا معي احبائي، لأن اخوالي ظنوا حين قلت لعمار ارميك يا عمار ظنوا ان فيه عمدية، فقالوا لي لا تقل هكذا، وجابوا لي قصة من عندهم وقالوا قل انه كان يريد أن يتنصع وقال لك اعطني سلاحك وانت رفضت فتهازرتوا على السلاح وقرح السلاح واصابه في رأسه، وفي كل التحقيقات قلت هذا الكلام في البحث وفي النيابة وأمام المحكمه قلت الكلام الذي قاله لي اخوالي الذين سلموني لأدارة الامن في نفس اليوم الذي وقعت فيه القضية، المهم بعدها تمت محاكمتي وتم الحكم عليا بالاعدام حسب اعترافي الذي ادليت به ولأنني كنت اخبط في التحقيقات بقصة غير حقيقية قالوا خلاص اعترافي كافي ودليل على انني قتلت عمد لأن اقضيتي، اف سيد الادله، ولم استطيع أن اثبت كلامي، كما أن بني الحجيلي لم يستطيعوا أن يثبتوا أن القضية وقعت عمد لأنه لم يكن هناك أحد غيري أن والمرحوم عمار الحجيلي في ذلك المكان، وبعدها جابوا لي طبيب شرعي يحدد عمري فحدد عمري 18 سنة وعلى هذا الاساس تم الحكم عليا بالاعدام ولأننا لم نشارع ولم نتابع القضية وكنا متساهلين لأن المشايخ أخذوا وعد من بني الحجيلي انهم سوف يعفوا بعد أن تصدر الاحكام ضدي لكي يعفوا قالوا وهم قادرين ومتمكنين من الحكم ضدي.
وصدرت ضدي ثلاثة احكام اعدام في الابتدائي والاستئناف والمحكمه العلياء ووافق الرئيس في حينها على امر اعدامي وجاء امر تنفيذ حكمي في تاريخ 29/12/2010 وخرجت لساحة الاعدام وانتظرت الموت في ذلك اليوم الا أن منفذ الاعدام رفض أن ينفذ الحكم فيني واعتذر وقال هذا دخل السجن طفل ولا اريد أن اشارك في ظلمة، بعدها جاءت منظمة اليونسيف ودرست قضيتي وتابعتها عبر منظمات محليه ودرسوا قضيتي وتأكدوا انني كنت طفل فقاموا بالتواصل مع الحكومة اليمنية وناشدوهم بأن يوقفوا أمر اعدامي فاستجابت الحكومة وتم ايقاف تنفيذ حكم اعدامي والحمدلله وصدرت اوامر من علي عبدالله صالح ومن عبدربه منصور هادي كل هذه الاوامر هي من أجل اعادة النظر في مسألة سني، والى اليوم وانا انتظر أن يتم اعادة النظر في مسألة سني بعد صدور اوامر وبعد موافقة مجلس القضاء على اعادة النظر في قضيتي، والحمدلله انا الان انتظر عطف اخواننا واصحابنا بني الحجيلي في أن يعفو لوجه الله وأن يتفهموا أنني ما قتلت ابنهم الا خطأ ولم يكن بيني وبينه أي شيء لا بيننا مشاكل لا على ارض ولا على عرض وكنا اصحاب وزملاء وهم يعلموا هذا الشي، وايضا انا مؤمل ان يعيد القضاء النظر في مسألة عمري، ومؤمل اكثر في أنني سأنال العفو من أسرة بني الحجيلي وسيكون جزاهم عند الله كبير، مضى عليا 24 عام في السجن عانيت فيه ما عانيت واصبت بحالة نفسيه وانا الان تحت العلاج، فلا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم وحسبي الله ونعم الوكيل، واقسم بالله فالق الاصباح ومجري الزياح، مالك الملك ومجري الفلك، الذي يقول للشيء كن فيكون، اقسم بالله من بيده ملكوت السماوات والارض، الذي لا يعزب عنه مثقال ذرة في السموات والارض، اقسم بالذي زين السماء الدنيا بمصابيح، أنني ما قتلت ابنهم عمار الا خطأ، وأن عمري حينها كان 13 عام وثلاثة اشهر، واقسم بالله العلي العظيم، الذي قال لمحمد قم فأنذر، اقسم بالله فالق الاصباح ومجري الرياح ومالك الملك ومجري الفلك، اقسم بالله الذي يطعم ولا يطعم ويرزق ولا يُرزق ويخلق ولا يُخلق، اقسم بالله نور السماوات والارض الذي خلق كل شيء فقدره تقدير، اقسم بالله العزيز الرحيم، السميع البصر رب العرش المجيد الذي انزل الحديد والذي نصب الجبال ويعلم عدد ذرات الرمال، اقسم بالله شديد المحال، اقسم بالله الحي القيوم الذي لا تأخذه سنة ولا نوم بأن قضيتي حدثت عن طريق الخطأ عندما كنا نلعب بالسلاح انا والمرحوم عمار الحجيلي وأن عمري كان حينها ١٣ عام واربعه اشهر.
وحسبي الله ونعم الوكيل، فوضت امري لله ان الله بصير بالعباد، حسبي الله ونعم الوكيل في من ظلمني هذا الظلم وبغى علي هذا البغي حسبي الله الذي هو نكال الظالمين

تعليقات