منبر حر لكل اليمنيين

هل في وطني دولة بمفهومها الحقيقي … ؟

12

الذين يتحكمون بأمور وطني اليوم اصابهم مرض وباء المناصب ويتجاهلون حقيقة أن المناصب لا تصنع الرجال العظماء ولا القادة لأن المناصب والوظائف اداة ووسيلة للمحافظة على الوطن وحماية مصالحة والتفاني في خدمة الشعب في الانجاز والعمل الملموس على ارض الواقع والمخلص الخالي من الدوافع والطموحات الشخصية التي تستجيب لإرادة ومطالب الشعب في الامن والامان وتحقيق الاستقرار ولكن نرى عكس ذلك فمتصدرين المشهد السياسي يتخبطون كل يوم من خلال قرارات للبقاء في مناصبهم وتزيد تعقيد المشهد السياسي ومعاناة الشعب لتلقي بظلالها على الوضع السياسي والاقتصادي والاجتماعي وقد احالوا الوطن إلى حلبة صراع على السلطة والمناصب وفتح كل يوم مستنقع جديد وتخبط حتى اصبحت الدولة تدار بشكل عشوائي من قبلهم وصارت المناصب لديهم اهم من الوطن فلا يستطيع الشعب أن يأتمنهم على ادارة بيت.

وطني اليوم يعيش حالة من الفوضى السياسية في ظل الانقسام الواضح بين الفرقاء نتيجة تراكمات عدة سنوات بين مد وجزر وتقارب وتباعد والى هذه اللحظة لا يمكن بحال من الاحوال أن يصنف وطني بأنه دولة بالمفهوم الحقيقي حيث لايزال تحت البند السابع بقرار مجلس الامن بالمفهوم الواضح انها لم تسترجع عافيتها واستقرارها سياسيا وامنيا وان العالم ما يزال يرى في وطني قصور وانحرافا عن مقتضيات الدولة بالمفهوم الرسمي وهذا ما يمكن إطلاقه بانها شبه دولة او اقل من ذلك وإن كل مؤسسات الدولة تعمل بنظرية الامر الواقع الذي هو مرتبط وثيقا بمن يمتلك القوة على الارض جنوبا وشمالا والتي تحتكرها مجموعات مسلحة تسيطر على السلاح ومدعومة من الخارج واستطاعت إن تجد لها موطئ قدم.

الذي يثيرني هو ان من تقلدوا المناصب في ظل هذه الظروف الفوضوية يعيشون حالة وهم كبير ويعتقدون انهم يحكمون فعلا في دولة راسمة وحقيقية ولذلك يحاولون خداع انفسهم وغيرهم بانهم مسئولين وذو شان عظيم وهم في الواقع مجرد عرائس متحركة لا تملك من امرها شيئا فالأمر كله بيد المليشيات المسلحة وبيد بعض السفراء الذين يستقون بهم وللأسف هم يدفعهم الطمع الرخيص والجشع لتحقيق مصالحهم الانانية ولا يدركون انهم مجرد ادوات عابثه كل همهم جمع المال من خلال ممارساتهم السرية والعلانية للفساد والصفقات المشبوهة فاليمينيون جميعا يدركون انهم لا يمتلكون مقومات الدولة الحقيقية بل حتى الوطن صار مهدد من دول الجوار بهدف الاحتلال لبعض الجزر اليمنية وفق قاعدة دعهم يحتلون مقابل المال وكل ذلك ستكون وخيمة على وطني وسيتعرض لانتكاسات كبيرة يصعب معالجتها في مستقبل ومصير الوطن .

تعليقات