منبر حر لكل اليمنيين

كل شي تغير في وطني إلا ترابه واسمه

25

حدثني صديق مقرب لي عن زيارته للوطن الشهر الماضي وحديثه تسلل إلى قلبي وفكري ولم اشعر بهذا الشعور من قبل حيث فارق الزمن والوقت الذي قضيناه في الغربة، وعند وصوله إلى أرض الوطن وجد نفسه غريب بين الجميع والحديث يختلف والمصالح تختلف والناس تختلف، انما اهله واقاربه هم نفسهم فوجد هناك خلل كبير في الوطن بسبب الحرب والفساد وعدم نقل المعرفة ومحاولات تفكيك الأسر وغياب التفكير الاجتماعي لإنقاذ الوطن وتأخر وطني بسبب هؤلاء المتربعين على كراسي السلطة، اطاحوا بكل ما هو ممكن لتطوير الوطن وجعلوا اليمنيين يركضون وراء لقمة العيش واصبح الفساد يستشري في عروق الدولة ولا شيء يعمل الا بالمقابل ضاعت الهوية اليمنية وتم تفكيك الأسر ودمروا الهيكل الاجتماعي وانتهت ولا رجوع إليها بوجودهم.

الصراع على السلطة جعل من الفساد والفاسدين أن ينجحوا في زرع الفساد أكثر، لقد تفشي مرض الحقد والحسد والفتنة واصبحت سياسية الغنيمة والمغالبة هي التي تسود في عقول الكثير من اليمنيين، فالقليل يتحدث عن إنقاذ الوطن والاغلبية تتحدث عن المال وهل يعقل أن يكون رئيس الحكومة الحالي والذي اتى بالفساد والرشاوي ويصرف من مال الدولة ويعرف هذا كل يمني بفساده والشعب ساكت على هذا الفساد اليس هناك قضاء وسيادة وإرادة تقف ضد رئيس الحكومة والذي جاء بالفساد وكبر الفساد ووجد صديقي إنه غريب في وطنه ولم يفهم تردد الناس وسكوتهم على هذا الفساد هل سيتم القبض على رئيس الحكومة والوزراء بتهمة السرقة والفساد المالي والإداري والذي تزرعه حكومة المناصفة حكومة لإفساد الوطن واصبح الفساد مستشري الى أبعد الحدود بسبب هذه الحكومة.

وجد صديقي وطنه غريب عنه وعن المبادئ والقيم التي نعرفها وترعرعنا بها واستغرب عن سكوت ابناء الوطن وصمتهم السلبي المفرط ولا أحد يريد التحدث عنها وشعر بأن الوطن يتم اللعب فيه يمين وشمال وانهيار في جميع الخدمات ومليشيات مسلحة تسيطر على كل شيء بقوة السلاح أما المجلس الرئاسي فقد ولد ميت ولا ينفع الانعاش في جسم الميت ورئيس المجلس في إجازة خاصة للسياحة ووضع البلاد على حافة الهاوية فعلا عجب.

ما زلت وسأظل اقول ان وطني بدون هؤلاء الفاسدين افضل من اي دولة أخرى بالنسبة لي ولن ابيع وطني رغم اني الحمد لله وجدت الحب والود والاحترام والتقدير في بلد إقامتي مصر الحبيبة ولكن اسميها الغربة اللعينة يوم واحد في وطني خير من الف يوم في الغربة ولكن من خلال حديث صديقي شعرت بأننا سنكون غرباء في الوطن وان المسافات تتباعد بيننا حيث كل شي تغير بوطني إلا ترابه واسمه فقط والناس تغيرت كثيرا الا من رحم ربي فوطني نتج قيادات فاشلة في السلطة وغير قادرين على النهوض وإنقاذه.

هل سيتعافى وطني وهل سينهض ويصل إلى مرتبة الدول التي اعرفها متقدمة في كل شي؟ ليس من الصعب لأننا نمتلك مواهب وعقول نيرة في عدة مجالات ووطنيين وشرفاء ومخلصين خارج الوطن وداخله فعلينا أن ننهض بالوطن وإبعاد الفاسدين والخونة والسرق ومحاكمتهم مالم ستستمر المعاناة يوما بعد يوم ولكن لن اتوقف على مساعدة وطني في الكشف وإبعاد الفاسدين كل ما اتت لي الفرصة للحصول على مستندات ووثائق للتشهير بهم لأني اخاف أن ازور وطني في يوما ما وتكون لي الصدمة أكبر من صديقي واعود واطل في الغربة مدى الحياة فالوطن باق والانذال زائلون بإذن الله.

تعليقات