منبر حر لكل اليمنيين

مجزرة الجوعى في صنعاء ليس المسؤول عنها الحوثي

30

كل يوم تتسابق علينا الأحداث المأساوية وكأنها أقدار مقدرة، ما جرى قبل يومين في العاصمة صنعاء من موت جماعي للباحثين عن لقمة العيش كي تبقيهم على قيد الحياة، يجعلنا أمام أطراف مختلفة تتبادل الاتهامات ويحمل كل طرف مسؤولية الحادث، لكن الحادث قدم لنا صورة رمزية مكثفة للمشهد المأساوي اليمني.

تلك الحادثة تتحملها سلطة الشرعية ويتحملها التجار ورجال الأعمال وتتحملها النخب السياسية قبل أن تتحملها عصابة الحوثي الإرهابية، لأن عصابة الحوثي، مشروعها المعلن هو قتل الشعب اليمني بكل السبل، ومن هنا فإن المسؤولية تقع على سلطة الشرعية التي قدمت نفسها كمنقذ للشعب اليمني، لكن ما مارسته خلال السنوات الماضية، لم يكن سوى نموذج من التفاهة واستغلال البروباجندا الإعلامية وممارسة الكذب والتخلي عن دورها في إنقاذ الناس من هيمنة عصابة الحوثي على حياة الناس، وبالمثل تقع المسؤولية على رجال الأعمال الذين يقدمون أنفسهم كمتصدقين يتلذذون بوقوف الناس طوابير أمام بيوتهم أو شركاتهم دون أن يحولوا تلك الأموال إلى دعم للقوى الوطنية كي تقوم بعمل التغيير، وتقع المسؤولية الكبرى على عاتق النخب السياسية التي تخلت عن دورها وتحولت إلى أدوات في محبة الدول الأخرى أكثر من حب اليمن، حتى أولئك الذين انسحبوا ذات يوم من التبعية للتحالف، اعتقد الناس أنهم ديوك، لكنهم أثبتوا أنهم مجرد فراخ مذعورة.

يحدث كل هذا الجوع في زمن عبد الملك الحوثي ومعين عبد الملك، فالأول زعم أنه ابن الله، لكنه أحل الجوع في كل بيت، والثاني باع كل شيء وتحول من موظف معدم إلى ملياردير تحت مرأى ومسمع من النخب السياسية ومن مجلس القيادة الرئاسي ومن تحالف دعم الشرعية، جميعهم يدفعون باليمنيين للانتحار وجميعهم يمارسون بحق الشعب اليمني الاغتيال والإفقار والإذلال.

ما حدث في صنعاء من قتل جماعي لا تتحمله عصابة الحوثي الإرهابية، بل تتحمله حكومة معين عبد الملك ومجلس قيادة رشاد العليمي وبرلمان البركاني وشورى بن دغر وقيادات الأحزاب، الذين يتحدثون عن كرامتنا وعن السيادة، لكنهم واقعون في محبة الدول الأخرى أكثر من حبهم لليمن، وكأن مهمتهم فقط تحميل عصابة الحوثي المسؤولية وليس معاقبتها عما تفعله بالشعب اليمني.

ما تمارسه حكومة معين عبد الملك ومجلس قيادة رشاد العليمي وبرلمان البركاني وشورى بن دغر هو نموذج عن تفشي التفاهة، أما ما يقوم به الحوثي فهو لا ينكره، بل يعلن عنه صراحة ولا يخفيه، ويزعم أن ذلك حق من حقوقه، فماذا ننتظر ممن يذهبون إلى مكة لأداء العمرة في هذه الأيام ليغسلوا أيديهم من دمائنا ومما سرقوه من حقوقنا؟ فكيف لشعب له دروس مما فعله هؤلاء خلال الفترة الماضية، أن لا يتعلم بأن هؤلاء هم سبب جوعنا وفقرنا وبائعي كرامتنا وسيادتنا، فلماذا ما زلنا نحتشد حولهم مثلما تحتشد الأغنام حول الراعي؟ لماذا نهرب من الحرية ونختار القهر اختيارا طوعيا، ولماذا برغم كل هذه المعاناة وهذا القهر والفقر والامتهان لم نثور بعد؟

تعليقات