ابتهالات
إلهي وقد حالَ بيني
وبين السؤال أيادي الغيوم
ومالَ النهار إلى لوحةٍ
في خيال السديم
أعدني إلى ذلك الطفل
ابن القرى والسهول
وهب لي يقيني القديم بك الآن
يا أعظم الواهبين ..
إلهي ومذ كنت وحدي أمينًا علي
سر بيتِ الحياة
حياتي التي احتُطبت قبل عقدٍ
وشاخت عليها مياه المساجد والأحجيات
أنا الآن أبحث عنك أسيرًا
وفي هذه الليلة العاصفة
وأبحث عنك وأنت الوجود
وكل انتماءٍ إليك جميلٌ
سوى أنني يا إلهي بعيد
وأحتاج منك العناية في كل مسعى
وكل انكسار ..
إلهي
يناديك شيخٌ نحيلٌ بقلبي
وتعرف أني بلا حيلةٍ
يا كثير الحضور
ويا واهب القلب سكناه
كيف يرى العاشق المستحيل
كوى الإحتمال..
أضئ لي دروباً وصوليةً للخلاص
وأسقط على جانبي الريح
مرر طعام المساكين من داخلي
كي يعود الدخان جوار
القدور
قدور المساكين
أبناء عمي وجيران بيت الصلاة..
إلهي لقد طفح الليل
واحتدمت ضحكات النبيذ
وقال السكارى
على رسل قلبك يابن
الطفارى
وقال المخيفون
هلا انضممت لأجراسنا تبلغ المشتهى..
تعافيت من فكرة الوقت
وانسحبت وجهتي من طريق الضياع
وسافرت في الشعر كهلاً
بلا فزعةٍ للقبيلة أو ثورةٍ في العدم..
إلهي وقد بايع الناس زيف
الحياة
وفي المشتهى الأخروي النجاة
لك الحمد إني بلا وجهةٍ
وبلا مذهبٍ وبلا حيلةٍ للعبور
عقدت عليك النهارات
ثم اتكلت وهذا الطريق قديمٌ
وهذي البلاد تُربّي الركام..
حنانيك لا أرتجي غير
وقت الهروب إليك
هروب الحقيقة من كل مثوىً أخير
هروب الغريب إلى قريةٍ في الغياب
إلهي…