منبر حر لكل اليمنيين

قيمة التكافل.. مؤسسة الصالح نشاط يستحق التقدير!!

17

الصالح بقعة الضوء التي برزت لتكون سندا في خضم حرب أتت على كل شيء، وهي نقطة التقاء الفرقاء دون تمييز أو تحيز، ومحطة يجب توثيق كل لحظة فيها بالحب والثناء وحسن الظن، الجميع حاضرون يقومون بالواجب على أكمل وجه، يكملون ما بدأه الرائد الذي لا يكذب أهله؛ الشهيد علي عبد الله صالح.

لذلك فإن الجهود المبذولة طيلة الأيام الماضية تستحق منا كل التقدير، في ظل انقطاع المرتبات وعوز الناس وتكاثر النزوح القسري والمخيمات المنتشرة في معظم المحافظات وحاجة البعض ممن اصابتهم الأمراض ومضاعفاتها وقلة فرص العمل.

الناس بحاجة للتكافل وتفقد بعضهم، بحاجة أيضا للشعور بالأمان، تدفعهم الحياة للبحث عن عائل وعمل يعود عليهم بالخير والاستمرارية ومواصلة الأمل على أن ثمة مخرج وانفراجة لكل ضائقة.

حقيقة تابعت عن كثب ومن خلال تقارير منشورة ومصورة كيف اجتهد القائمين على توزيع المعونات والمساعدات الإنسانية والنقدية في مؤسسة الصالح، في العاصمة القاهرة منطقة الفيصل، الدقي، المهندسين، وباقي المحافظات الاسكندرية، دمياط، المنصورة، أسيوط من خلال استهداف اليمنيين الأشد احتياجا دون محاباة أو وساطات أو تفريق تحت أي دعوة.

الأهم من هذا كله وجدتُ بأم عيني ماذا تصنع سلة غذائية في هذا الشهر الكريم مكونة من دقيق القمح وعلب الصلصة والزيت والتمر والأرز وأشياء أخرى من المواد التي تستهلك خاصة في رمضان إلى جانب مبلغ مالي.

وأنا لا أريد أن امدح بقدر ما ألفت الأنظار وأوصل فكرة أن التكافل ولو بتقديم القليل مهم جدا، فقد رأيت أناسا ونساء في وجوههم الضيم وفي عيونهم إشراقة الأمل، ممتلؤون بالعزة والكرامة والشهامة وملامح اليمني الذي جار عليه الزمن بفعل الحرب.

ثمة قصص تُقرأ في وجوه الناس عيونهم، وثمة تعابير حزينة في أحاديثهم؛ أناس تقطعت بهم السبل وآخرون جرحى ومرضى ومعاقين، وجدوا أنفسهم أمام واقع مؤلم وهم بأشد الحاجة لمن ينتشلهم منه؛ بعودة السكينة والأمن.

لا تقللوا من أي عمل خيري مهما صغر حجمه، واستهداف هذه الأسر من قبل مؤسسة الصالح في هذا الظرف وهذا التوقيت وفي أماكن مهمة ومناطق كان لا بد من الوصول إليها في محافظة الحديدة، أبين، عدن، لحج، مارب، تعز. بالإضافة إلى ما تقدمه للمرضى ممن يجرون بعض العمليات الجراحية، قلب مفتوح، زراعة الكلى، زراعة الكبد، ومرضى السرطان وما أكثر الحالات.

تحية للقائمين على المؤسسة ابتداء من سعادة السفير أحمد علي عبد الله صالح وانتهاء باصغر عامل قام برفع البيانات وعمل الاحصائيات وسافر واجتهد وتعاون وذلل الصعاب أمام الحالات المستهدفة في الأماكن والمدن المذكورة طيلة الأيام الماضية.

وتعظيم سلام لكل فاعل خير ولجميع الجهات التي لم نأتي على ذكرها وهي كثيرة، فالتكافل يصنع المعجزات ويخفف الكثير من الأعباء، فلا تستصغروه ولا تسخروا ممن يقوم به مهما كان، فثمة محتاجون يواجهون صعوبة في الحياة قد لا يدركها من هم بعيدين عن المشهد المأساوي الذي وقعت فيه اليمن.

وهي دعوة للمؤسسة لتوسيع نشاطها بشكل أكبر طيلة العام خاصة خلال هذه الفترة العصيبة التي يمر بها الناس جراء استمرار الحرب.

تعليقات