منبر حر لكل اليمنيين

قصيدتان لهشام باشا

22

(1)
سنَصْبرُ يا عَمِّ حتى نَرى
ستَكْسبُ ماذا بهذا الهُرا

تقولُ: السَّلامَ، السَّلامَ، السَّلامَ
وهذي البضاعةُ لا تُشْتَرى

وعرضُ السّلامِ إذا كانَ يُغري
سَيُغري الذي كادَ أنْ يَخْسَرا

سنَصْبرُ حتى نَرى هلْ ستَرْبحُ
لا شَيْءَ، يا عَمِّ أمْ أصْغَرا

وسوفَ نَرى أترابًا ستَجْمعُ
مِن طُرُقِ الرَّيحِ أمْ سُكَّرا

كعادَتِنا نُحنُ لا نَتَحَدَّثُ
عن أيَّ شيءٍ إلى أنْ نَرى

ولا نَسألُ الوقتَ ماذا سيَجري
إلى أنْ يقولُ لنا ما جَرى

ولا نَسْتَشيرُ ذكاءَ المَدينةِ
قَبْلَ براءةِ تلكَ القُرَى

كعَادَتِنا نحنُ لا نَسْمَعُ القاعَ
حتى نَرى ما تقولُ الذُّرى

ولا نَدْعَمُ اليأسَ مهما تَحَذْلَقَ
هاجِسُ آمالِنا وافْتَرى

ونحنُ أمَامَ عَدُوٍّ إلى غيرِ
ألْسِنَةِ النّارِ لنْ يُبْصِرا

ولكنْ سنَصْبرُ، ما دُمْتَ تَطْلُبُ
يا عُمِّ، مِنّا بأنْ نَصْبِرا

سنَصْبرُ حتى نَرى هلْ ستَجذبُ
تَلويحةُ الغُصْنِ مَن لا يَرى

سنَصْبرُ يا عَمّ، رَغْمَ اليقينِ
بأنَّ غُصونَك لن تُثْمِرا

(2)
لا تَطْمَئنَّ، فأنْتَ وَحْدَكْ،
وعَيالُ هذا اللّيْلِ ضِدَّكْ

كُنْ أنتَ جُنْدَكَ، كَيْ تَفُوزَ،
فلَنْ تَفُوزَ، ولسْتَ جُنْدَكْ

أنا لا أُشَكِّكُ في الذينَ
تَشُدُّ زَحْمَتُهم أَشُدَّكْ

أنا لا أُشَكِّكُ في صَديقِكَ،
كَيْ تُصَعّرَ عَنْهُ خَدَّكْ

بَلْ قُلْتُ: لَن يَحْمِيْكَ، إلّا
مَن وَجَدتَ عليْهِ جِلْدَكْ

هَلْ تَحْتَ جِلْدِكَ آخَرٌ؟!! لأَقُولَ: إنّكَ لَستَ وَحْدَكْ

لا ليسَ إلّا أنتَ فيكَ،
فلا تُغالِطْ فيكَ عَدَّكْ

كُنْ أنتَ قَوَّتَكَ الوَحِيدَةَ،
لا تَعُدَّ سِواكَ زَنْدَكْ

فإذا انتَصَرْتَ فأنتَ أنتَ
وإنْ هُزِمْتَ هُزِمْتَ وَحْدَكْ

هشام باشا

تعليقات