وطنٌ بهِ اللحنُ الحنونُ قسا
وطنٌ بهِ اللحنُ الحنونُ قسا
والحزنُ من أحداقهِ انبجسا
آمالنا من طيشه انتفضتْ
في حكمة العدل الذي يئسا
وطنٌ تشظّتْ فيه أوردةُ ال
ـمعنى وبات الهمُّ منغرسا
في كلِّ ركنٍ تلتقي وجعا
وبكل بيتٍ دمعةٌ وأسى
أرواحنا في كفِّهِ سُحِقت
وعلى جنائزنا الفِدَا جلسا
.
.
إن مالَ عنّا اليومَ مفترسٌ
سيجيئُنا تسعون مفترسا
سيعلّمون الفتكَ أن لهُ
في جِسْمِنا من وقْعِهمْ جرَسا
وسيُخْبرون الموتَ أن بِنَا
مهما سكنّا للهوى نفَسَا
وسيطمسون الضوء لو قدروا
وبكفِّ موسى نحملُ القبَسا
.
.
وطني ويحْكُمُ أرضَهُ سفَهٌ
لما رفعنا رأسَه انتكسا
يبكي كأن البحرَ أدمعُهُ
وكأنَّ عنه الوحيَ قد حُبِسا
الجاثمون عليه في مرَحٍ
والحاملون لجرحهِ بُؤَسَا
أحلامُهُ كانت مناطحةً
للسُّحْبِ، لكنْ سعيُها انطمسا
وأزاحها الليلُ الأخيرُ كما
ألقى بعمق الجبِّ أندلسا
وطنٌ يفتش عن بُنَى سبأٍ
وعلى خراب الأبرهيِّ رسا
نحو المتاهة أرسلوه ضحىً
وأتوه بالدمع الكذوب مسا
مدّوا أيادي الغدر في دِعَةٍ
وتصالحوا في وأدِهِ الرؤسا
لم يكترث للحربِ في وهَجٍ
أيروعه صلحٌ أتى غلَسَا
يا أيها الأملُ الذي يبستْ
أغصانه، متْ هاهنا يبسَا