لن يحقق اليمنيون شيئا مما كان أصلا موجودا قبل بلوى الحوثي.
بالكاد اليوم يتناقشون حول صرف مرتبات لموظفي الدولة التي لم يعد لها وجود.
الموظف هو من صمد كمواطن، بعد سنوات كان يتسلم مرتباته ويؤدي وظائفه، اليوم يتناقشون حول تشكيل آلية محايدة عن الأطراف لصرف مرتباته في ظل اللا دولة.
الحوثي صدق في وعده اليمنيين بالموت والدمار، وتبدى جهله في كل ما عدا ذلك من توقعات.
لم ولن يصح إلا الصحيح.
لا أحد ضد السلام، لا أحد كان مشروعه الحرب ابتداءا.
الحرب فرضتها دموية الحوثي، وإن أعلن الحوثي اكتفاءه من الدم فهذا خبر جيد والجميع معه.
كلنا لا نثق في قدرة الحوثي على فعل أو قول كل شيء مرتبط بالحياة، هو مجرد مجموعة للموت، لكنه وصل لحالة عجز عن المزيد من القتل المحارب، بالكاد اليوم هو قادر على أن يقتل آحاد هنا أو هناك تحت سلطته، أما شن حرب، فلولا عجزه التام عن الحروب لكان اليوم لا يزال يزومل: ما نبالي.
وبالتأكيد هو يسعى لمزيد من الحروب، وسيتجاوب مع كل ما يساعده على ذلك وأولها الاتفاقات حول كل أو أي قضية، فهو بياع اتفاقات كلما شعر بعجزه عن خياره الأول المتمثل في الدم والحرب.
كل ما سيقال عن هذه الاتفافات سيشبه كل ما يقال في اليمن منذ 2009، مجرد خطاب تبشيري لا يصمد في الواقع..
من انتصار الثورة إلى صمود النظام إلى نجاح الحوار الوطني إلى قوة محور المقاومة والقوة الجوفضائية وصولا إلى تشكيل مجلس القيادة وتشكيل الحكومات.. كلها تشبه إعلان مهدي المشاط التحول الرقمي الشامل، والخارطة الخدمية، وقمح الجوف وتحرير فلسطين..
سنبقى عالقين حتى يتمكن مشروع وطني من النفاذ إلى أدوات القوة العامة وبدعم شعبي ليحقق خطوة أولى في اختراق كومة الأكاذيب هذه كلها.