منبر حر لكل اليمنيين

بغيرِ الماءِ

35

بغيرِ الماءِ
يا لَيلَى
تشيخُ طفولةُ الإبريقْ
بغيرِ خُطاكِ أنتِ
معي
يموتُ
جمالُ ألفِ طريقْ
بغيرِ سَمَاكِ
أجنِحَتِي
يجفُّ بريشِها
التحليقْ
أحبُّكِ…
لم يغِبْ منِّي
سوى وجهِ الفتى العابرْ
سيُكْمِلُ
كبرياءُ الشِّعْرِ
مَا لمْ يُكمِلِ الشاعرْ
لأنَّ السِّرَّ
في الطيرانِ
لا في الريشِ
والطائرْ
أحبُّكِ…
فليُسمُّوا الحبَّ
وهْمًا،
كذْبةً،
إغراءْ
أفي مقدورِ هذا الماءِ
إلاّ أنْ يكونَ
الماءْ؟
إذا امتلأ الزمانُ
بنا
تلاشَتْ
فِتنةُ الأسماءْ
أحبُّكِ…
نجمةُ السُّلوانِ
حين لمحتُها..
غَارتْ
ولستُ أعاتِبُ السِّكِّينَ
فى ضِلعِي
الذي اختارتْ
فلا أحدٌ
يردُّ الخطوَ
للقَدَمِ التي سارتْ!

لماذا لم نجدْ
في الحزنِ ما يكفي
منَ السِّلوانْ!؟
لماذا لم نجدْ
في الحبِّ ما يكفي
منَ الغُفرانْ!؟
لماذا ليسَ في الإنسانِ
ما يكفي منَ الإنسانْ!؟
لماذا كلُّ أسئلتي
وأنتِ هُنا
وأنتِ هُناكْ
غنائي الفَذُّ
يا لَيلَى
هديةُ طائرِ الأشواكْ
وماذا
قد يَضِيرُ الشمسَ
إنْ هُمْ
أغلقوا الشُّبّاكْ؟!
يقولُ لَكِ الغَيَارَى
مِنْكِ:
إنّ غناءَهُ
فتنةْ
إذا أنا تبُتُ
عن شِعْري
ولم أتقبَّلِ المِنَّةْ
فَمَنْ سيسبِّحُ الرحمنَ
بالأشعارِِ
في الجَنَّةْ!
وكيفَ أتوبُ
والعصفورُ
لم يُفطَمْ
عن الشجرِ؟
ولم يحفَظْ كتابُ الليلِ
غيرَ قصائدِ القمرِ؟
سأعزِفُ فيكِ
موسيقا السماءِ
فباركي
وَتَرِي!
أعوذُ
بوَجْهِ مَنْ خَلَقَ الجمالَ
فكانَ
كيفَ يشاءْ
وزانَ الأرضَ
بالأزهارِ،
والأطفالِ،
والشهداءْ
أيُبدِعُ كلَّ هذا الشِّعْرِ
ثم يخاصمُ الشعراءْ؟!
أكادُ أضيءُ
يقتلُني ويحُيِيني
بِكِ
العِرْفانْ
يصافِحُنِي الذي سيكونُ
ما هُوَ كائنٌ
ما كانْ
سَكِرْتُ بما…
سَكِرْتُ وما…
سكِرتُ…
فقبِّليني
الآنْ!
أنا نَخْلُ الجنوبِ
الصعبُ
هُزِّي الجذعَ واكتشفي
بجذرٍ راسخٍ
في الأرضِ
يحتضنُ السَما
سَعَفي
للَيلَى
أن تعانقَني
عناقَ اللامِ للألِفِ!
أنا الصوفيُّ
والشَّهوانُ
عَشَّاقًا
ومعشُوقا
أسيرُ
بقلبِ قِدِّيسٍ
وإن حسِبُوهُ
زنديقا
وحين أحبُّ
سيدةً
أحوِّلها لموسيقا!
ولَيلَى
نجْمةٌ ما الليلُ بعدُ
وما غرورُ الشمسْ؟
إذا أغمضتُ
أُبصِرُها
وأشرَبُ ضوءَها
بِاللَّمْسْ
وإن ضحِكَتْ
رأيتُ غَدِي
يكفِّرُ عن ذنوبِ الأمسْ
ولَيلَى
سِدرَتِي في الوَجْدِ
مِيعادي مع الأشواقْ
وإصغائي
لصوتِ اللهِ
حينَ يضيءُ
في الأعماقْ!
عروسٌ هذه الدنيا
وكُحْلُ عيونِها
العُشّاقْ!

تعليقات