منبر حر لكل اليمنيين

فرُادى في الحياة وما وراءها

33

تـصـادفـنـي فـتـزهـرُ وجـنـتـاها
كـــأن نـسـائمي هـبـتْ شـفـاها

وتـــورقُ فـــي مـخـيـلتي قـلـيـلاً
قـــوافٍ ضـيـقُ وقـتـي لا يـراهـا

وبـــي شــغـفٌ تـعـنـاني قـديـماً
فــلـمـا عـــدتُ مـهـتـماً تـمـاهـى

ولا أحـــتـــاج قــافــيــةً لأبــــــدو
ولا لأقـــــلَّ أحـــتــاجُ انــتـبـاهـا

سوى شغفي القديمِ بلا انطباعٍ
لأبـــدأ مــن جـديـدٍ مــا تـنـاهى

فـتـائل مـن حـرير الـوقتِ تـكفي
لأنـسـجَّــهُ مــع الـمقروءِ جـاها

واتـــرك لـلـقـصيدةِ مـــا تُـطـري
بــهِ مــن وحـشـةِ الـمـعنى لُـهاها

وانـتـظـرُ الــمـؤرخَّ كـــي أســوي
خــلافـيَ بـالـسماحةِ لا سـواهـا

أعــود لـفـكرتي الأولــى فـعـيبي
مـع الأشـياء نـسيان انتهاها *

فــمـا صـادفـتُ قـافـيةً ونـفـسي
بـــهــا إلا وفــاتـتـنـي خــطـاهـا

ومـقـبـلـةٌ عــلـيـكَ بــفـيـكَ أولـــى
مـــن اسـتـئـناس مـولـيةٍ قـفـاها

أجـــل أحـبـبتُ لـكـن انـشـغالي
عــن الـدنـيا بـهـا أثــرى عـناها *

ألاحـــقُ مــوتـي الـثـاني بـطـيئاً
أذودُ هـزيـمتي الـكـبرى شـياها

وانـتـظـرُ انــزيـاحَ الــظـلِّ عـنـي
وأن تــصــلَ الــروايـةُ مـبـتـغاها

مـعي بـوحي الـجميلُ وأغـنياتي
تــقـلـبُ راحَ روحــــي راحـتـاهـا

مــعـي مـــا لا يُــعـدُّ وأصــدقـاءٌ
تـنـاطحنا مــع الـيـأسِ الـجباها

وحــــزنٌ لــــم تـخـفـفهُ الـمـنـافي
ولا الأوطــــانُ أصـفـتـهُ هــواهـا

نـعـيشُ مُـشـطرينَ إن اجـتـمعنا
ومــفـتـرقـيـنَ مــحــبـرةً وفـــاهــا

وصــولـيـيـن لـلـمـعـنـى فُــــرادى
فُـرادى فـي الـحياةِ وما وراها*

فيلادلفيا
٤ أبريل ٢٠٢٣

تعليقات