منبر حر لكل اليمنيين

جمعة المطالبة برحيل وزير الخارجية أحمد بن مبارك

21

خلال الأيام الماضية قيل الكثير عن أداء وزير الخارجية أحمد عوض بن مبارك وتعرض للنقد في أكثر من مناسبة ، خاصة حول سفرياته التي غطت تقريبا معظم دول العالم ، حتى تلك الدول التي لا يوجد بينها وبين بلادنا أي علاقات ، بل معظمها لا توجد فيها جاليات يمنية ولا تبادلات تجارية وقد ذهب البعض إلى أن بن مبارك يشحت الدعوات لحضور مؤتمرات ليست من اختصاص وزارته كمنتدى شباب العالم في شرم الشيخ والمبادرة الدولية للتنمية في نيويورك ومنتدى حوارات المتوسط ، ولقاء مواجهة داعش ، ومؤتمر المنامة للأمن وغيرها من اللقاءت ، فضلا عن اللقاءات المتخصصة التي لم تحقق شيئا يذكر .

ولست بحاجة للقول بأن وزارة الخارجية في أية دولة في العالم تعد من أهم الوزارات وهي تدخل ضمن الوزارات السيادية ، ففيها تصنع السياسات ومنها تصاغ العلاقات الدولية وتحدد مواقف الدول من بعضها وفق ما يجري من أحداث ، يضاف إلى ذلك دور الوزارة فيما يتعلق بالجاليات التابعة للدولة .

وتأسيسا على ما سبق ، فإن ملايين الدولارات التي أنفقها بن مبارك في سفرياته لم نلمس لها أي تأثير على عصابة الحوثي الإرهابية ولا حتى على الجاليات اليمنية ، بل جاءت بالضد من ذلك ، حيث فوجئ أكثر من مليون يمني يقيمون في جمهورية مصر العربية بقرارات جديدة تحد من دخول اليمنيين إلى مصر وتخفض إقامتهم من ٦ أشهر إلى ٣، ومصر كما نعلم هي المتنفس الوحيد لليمنيين بعد أن أغلقت في وجوههم كل الأبواب .

هكذا جاءت زيارات الوزير بنتائج عكسية ولم تثمر شيئا لصالح اليمن ، بالتأكيد لا يتحمل بن مبارك القصور بمفرده ، بل يتعداه إلى أداء السفارات وهي أيضا من مسؤليته ، وقد طالب البعض بإغلاق السفارات اليمنية في أنحاء العالم لما تشكله من إرهاق للميزانية وهدر غير مبرر للأموال دون استفادة حقيقية من عملها ، خاصة وأن العديد من السفراء والعاملين في السفارات لا هم لهم سوى ممارسة التجارة والاستحواذ على الدخل القنصلي .

لا يقتصر الأمر على عقم السفراء والسلك الدبلوماسي ، بل يمتد إلى انتهاك قانون السلك الدبلوماسي الذي لم يقم الوزير بتصحيحه ولم يوقف حالة التدهور السائد فيه ، هناك سفراء ودبلوماسيون تجاوزوا فترة عملهم القانونية وهناك قائمة من السفراء والدبلوماسيين من ينتظر دوره منذ سنوات ولم يحصلوا على حقوقهم ، بالتأكيد بن مبارك ليس سببا في كل هذه الانتهاكات ، لكنه في أحسن الأحوال لم يعمل على إصلاحها ، ولهذا بات رحيله عن الوزارة ضرورة وطنية ، ومن هنا أسمينا هذه الجمعة ، جمعة المطالبة برحيل بن مبارك .

تعليقات