٢٦ مارس يوم حزين وكئيب على اليمنيين
في مثل هذا اليوم أعلن السفير السعودي في واشنطن شن بلاده حربا في اليمن ، قال إن هدفها إعادة الشرعية المنتخبة ديمقراطيا وقطع يد إيران في اليمن ، وها نحن بعد ثمان سنوات من الحرب وحكومة الشرعية تقيم في الرياض ويد إيران تصافح يد السعودية والعدوان الخارجي يتخادم مع العدوان الداخلي ، ليؤكد كذب السعودية وليكشف ما أضمرته السعودية لليمن من تفكيك وتمزيق .
بعد ثمان سنوات من الحرب ، وجد اليمنيون أنفسهم أمام يمن يحدد شكله السياسي والاقتصادي معين عبد الملك ورشاد العليمي وعيدروس الزبيدي ومجلس نواب ومجلس شورى ومجموعة من قادات المليشيات المتناثرة هنا وهناك ، جميعهم غير مبالين بالشعب اليمني ، أهدرت الأموال وأريقت الدماء وانتهكت الأعراض ونهبت الثروات وهذه الأدوات صامتة ، ليست سوى دمى متحركة بخيوط أطرافها في الرياض وأبو ظبي .
كان الوضع قبل ٢٦ مارس فيه مليشيا واحدة وانقلاب واحد ، وبعد ثمان سنوات ، أصبح لدينا مليشيات متعدة وانقلابات مختلفة ، كل شيء يبدو مأساويا ، لكنه في نظر الدمى طبيعيا ، يرون تمزيق البلد وحدة والدمار بناء والاحتلال تحريرا ، والفوضى خلاقة ، يضربهم الحوثي متى ما يريد ويفرض عليهم طبيعة المعركة وكل ما يستطيعون فعله تدبيج بيانات الإدانة ، فإلى متى سنظل نعول على هذه الدمى المتحركة ؟
لم يتوقف الأمر على السياسيين الذين يبذلون جهودا كبيرة في تجميل صورة السعودية والإمارات ، بل تعداه إلى استخدام الإعلاميين في الترويج لتحسين صورة العدوان الخارجي الذي استمر ٨ سنوات ولم يخلف وراءه سوى الدمار ، لكن الإعلاميين الذين باعوا أنفسهم ووطنهم بثمن بخس يقدمون صورة جميلة محملة بكثير من الأكاذيب ، فحينما تذهب السعودية للتفاوض مع عصابة الحوثي الإرهابية ، يصورون هذه الهزيمة بأنها نصر وأن ذلك يأتي في صالح اليمن وليس لهؤلاء المستأجرين من وظيفة ، سوى تجميل أفعال السعودية والإمارات وتغيير الحقائق وتزيفها .
ولست بحاجة إلى لفت النظر إلى أؤلئك الذين أحدثوا فرقعة ذات يوم ضد الممارسات الخاطئة للتحالف وأوهموا الشعب اليمني أنهم معه ، لكنهم بلعوا ألسنتهم بعد ذلك وتحصنوا بمصالحهم مثلهم مثل الذين بقوا في حكومة أكبر لص في تاريخ اللصوصية والذي تدينه الأرقام والإحصائيات الرسمية وغير الرسمية وتكشف التقارير حجم فساده ، ومع ذلك لا نجد من يحرك ساكنا ، فلماذا نقبل بسلطة من العبيد تحكمنا ولماذا نعول على من يخاف على ممتلكاته وأولاده ولا يخاف على ممتلكات الآخرين وأولادهم ؟