بين السعيدة والسعيدِ
وأراهُ يـــطــرقُ لا يُـــــردُ جـــــوابُ
ويـــداهُ مـــن خــشـبٍ وثـمـةَ بــابُ
لا الـصمت أفـصح لا يـداه توقفت
لا الـيأس لا الـخذلان لا الأحـبابُ
لا شــيء يـزداد الـنحيب ولا يـفي
لا شــيء يـرتـد الـصدى فـنُصابُ
ويــتــوه بــيــن الـذكـريـات كـأنـهـا
نــاسٌ بـهـا مــن حـالـه اسـتـغرابُ
كـالـقـائـد الـمـهـزوم بــيـن جــنـودهِ
تـلـقـيـه عــــن أكـتـافـها الأغـــرابُ
كـالـسـيف والــفـولاذ هـــن قـواتـلٌ
لـكـنـهـن عــلــى الــرفــوفِ ثــيـابُ
كـانـت كـعـادتها الـجـراح عـصـيةٌ
إلا لــــديــــهِ كـــأنــهــن كِـــــــذابُ
يــبـكـي الـجراحَ وتـــزدريهِ فعـهـدها
بــالآنــفــيـنَ تــهــابــهـم وتُـــهـــابُ
مــاذا أصـابـكَ يـا بـلاداً لـم تـمتْ
مــن ألــف مــوتٍ عـمـرها أحـقابُ
تضوي وتنطفىءُ الشموع ووحدها
كـالـشـمس سـاطـعـةٌ فــلا تـرتـابُ
ويـجـفُ أعـمـاق الـمـحيط وغـيـمها
مـــطــرٌ ثــقـيـلٌ نــافــعٌ وســحــابُ
وتــقـل أنـــواع الـطـغـاة لـحـتـفهم
فــي عــز سـكـرتهم تـطـيرُ رقــابُ
وتــعـيـد تـفـصـيـل الــحـيـاةِ لــمـرةٍ
أخــــرى،، وجــــوهٌ ثـــرةٌ وشــبـابُ
مـعـروقةُ الـخـلجاتِ فــوق رخـامها
يـحـسو الـنـدى مـعناهُ إذ يـنسابُ
تـشـتـو كـلـوحة مـبـدعٍ لــم يـنـهها
فــهـي انـخـطـافٌ مــاتـعٌ ورغــابُ
تــزهـو كـــأن ربـيـعـها لــم يـوفـها
إلا بــرفـقـة مــــن تــبـاعـاً غــابــوا
تـنـحـبُ حــتـى أن ألـطـفَ نـسـمةٍ
مــن ريـفـها كـتـفٌ عـلـيهِ خـضابُ
تـنـجو كــأن رصـاصـةً فـي قـلبها
وهـــمٌ خـفـيـفٌ والـحـروبُ ضـبـابُ
يـــا أخـــت ربــات الـخـيال إثــارةً
يـمـنـاً ويُـمـنـاً مـــا عـلـيـكِ عـتـابُ
بــيـن الـسـعـيدة والـسـعـيد روايــةٌ
أبــطــالـهـا لـفـصـولـهـا الــكــتـابُ
فيلادلفيا
٢٨ مارس ٢٠٢٣ م