طُقُوسٌ استِثنَائيَّة
هَاتِ غَيرَ الحِكَايَةِ المَنحُوسَةْ
وَتَوَحَّد بِالحِكمَةِ المَلمُوسَةْ
كُلُّ قَلبٍ لا يَبتَغِي أَجرَ دَمعٍ
شَاعِرِيٍّ.. صَلاتُهُ مَعكُوسَةْ
وَامرُؤٌ لا يَقُولُ: لا لِلَّيَالِي
فَحَنَايَاهُ كُلَّ حِينٍ عَبُوسَةْ
وَبِلادٌ مَفتُوحَةٌ لِلأَعَادِي
بِخِيَانَاتِ أَهلِهَا مَحرُوسَةْ
هَاتِ غَيرَ البُكَاءِ، غَيرَ الضَّحَايَا
غَيرَ مَا تَرفَعُ المَنَايَا كُؤُوسَهْ
وَاخلَعِ الوَحشَةَ الَّتِي تَرتَدِيهَا
وَاستَعِد أُمنِيَاتِكَ المَطمُوسَةْ
وَتَخَلَّص مِنْ انكِسَارَاتِ دَهرٍ
وَسَتَبدُو فِي لَحظَةٍ مَكنُوسَةْ
وَتَعَلَّم مِنْ كُلِّ دَرسٍ قَدِيمٍ
لا أَظُنُّ اللَّبِيبَ يَنسَى دُرُوسَهْ
هَاتِ مَا شِئتَ، وَاعتَقِد أَيَّ شَيءٍ
فَوَصَايَايَ رُبَّمَا مَهوُوسَةْ
لا تُصَدِّق خُطَايَ إِنَّ أَخطَأَتْ أَوْ
إِنْ أَصَابَتْ أَبعَادَهَا المَحسُوسَةْ
كَاعتِقَادِ الأَنَامِ لَيسَ اعتِقَادِي
وَالبَرَايَا فِي جَهلِهَا مَغمُوسَةْ
لا حَيَاةٌ جَدِيدَةٌ.. فَيَقِينِيْ
أَنَّهَا مَحضُ خِرقَةٍ مَلبُوسَةْ
أَيُّ صَوتٍ أَوْ صُورَةٍ لِلثَّوَانِي
وَهي رِيحٌ فِي المُنتَهَى مَدسُوسَةْ
وَشَهِيقُ المَدَى دُخَانٌ عَجُوزٌ
وَزَفِيرُ الثَّرَى أَمَانٍ يَؤُوسَةْ
وَالجِهَاتُ الثَّمَانُ أَجدَاثُ وَقتٍ
بِسَرَايَا أَروَاحِهَا مَرفُوسَةْ
قِفْ عَلَى حَافَّةِ الوُجُودِ، وَلَوِّح
لِفَنَاءٍ يَعِيشُ فِينِا طُقُوسَهْ
سَتَرَى كُحَّةَ المَغِيبِ، تُدَوِّيْ
بِغِيَابٍ يَهُشُّ فِيهَا نُفُوسَهْ
وَامتَحِنِّيْ بِضِحكَةٍ أَوْ نَحِيبٍ
تَرَ وَجهِيْ البَعِيدَ يُخفِيْ شُمُوسَهْ
مِنْ قَدِيمِ الدُّهُورِ أَمشِي الهُوَينَى
والحَكَايَا تَدُوسُ مَا لَنْ أَدُوسَهْ
فَوقَ مَا يَنبَغِيْ زَهِدتُّ، فَكَونِي
لا يُصَافِي قِيَامَهُ أَوْ جُلُوسَهْ
فَوقَ مَا يَنبَغِيْ زَهِدتُّ، إِلَى أَنْ
قِيلَ: نَفسُ الفَتَى أَبَتْ أَنْ تَسُوسَهْ
فَوقَ مَا يَنبَغِيْ زَهِدتُّ، لأَنِّي
صَائِمٌ، وَالزَّمَانُ يَطهِيْ رُؤُوسَهْ
صَائِمٌ وَالشُّعُوبُ تَأْكُلُ حَولِي
بَعضَهَا.. وَالفَرَاغُ يحصِيْ فُلُوسَهْ
فَوقَ مَا يَنبَغِيْ زَهِدتُّ، وَهَذَا
بَعضُ أَحوَالِ مَنْ رَأَى فِردَوسَهْ
كُلُّ جُوعٍ يَجُوسُ صَبرَ بَنِيهِ
غَيرُ جُوعِيْ، مِنْ عَادَتِي أَنْ أُجُوسَهْ
كُلُّ نَفسٍ تَسعَى لِمَا تَشتَهِيهِ
غَيرُ نَفسِ الَّذِي يُسَقِّيْ غُرُوسَهْ
هَاتِ مُستَودَعَ البَيَاضِ.. وَأَمِّلْ
فِيْ الرَّوَابِيْ، رُوحِيَّةَ الأَبَنُوسَةْ
لِيَ وَقتَ الأَذَانِ شَربَةُ مَاءٍ
وُلِصَنعَا الكَبَابُ وَالسَّمبُوسَةْ