منبر حر لكل اليمنيين

لن يتحقق السلام في اليمن بدون هزيمة الحوثي

23

السلام يصنع فقط مع أعداء مهزومين ، ومن يستجدي السلام مع عصابة الحوثي قبل هزيمتها ، فهو يستجدي عبوديته ، فهذه العصابة لا تريد سلاما مع الشعب اليمني ، بل تريد استسلاما منه ، والعجيب في الأمر أن مختطفي الشرعية من مجلس القيادة والحكومة يستجدون السلام ويقدمون التنازلات لكي يبقوا في السلطة ، ولا يهمهم الإذلال الذي تمارسه هذه العصابة في حقهم وحق الشعب اليمني .

متى سيفهم هؤلاء المغتصبون لسلطة الشرعية أن التنازلات لن تجلب السلام ، وأن التخلي عن مزيد من الحقوق لن يجلب سلاما مع عصابة عنصرية كالحوثية ، فالكفاح ضد هذه العصابة هو الطريق الوحيد لتحقيق السلام ، كم هو مخز أن تسمع وزير خارجية الحكومة المختطفة للشرعية وهو يستجدي المجتمع الدولي للضغط على مليشيا الحوثي بأن تذعن للسلام ويقول إن حكومة بلاده قدمت كل التنازلات لتمديد الهدنة والمحافظة على استمرارها .

لست أدري كيف يمكن البحث عن علاقة سوية بين عصابة إرهابية وبين شعب يرزح تحت وطأة هذه العصابة التي برنامجها الموت والنهب والقتل والسلب والإفقار من جميع الممتلكات ودفع الناس للبؤس والتشرد ، عصابة يرى قادتها أنهم سادة والآخرون مجرد عبيد وأعداء يجب مواجهتهم ، فكيف تنتظرون السلام مع هذه العصابة المحملة بالكراهية ، وكيف ترجون تعايشا معها ؟

كل يوم يطل علينا خانعا ممن نصبته السعودية أو الإمارات حاكما باسم الشرعية يدعو إلى السلام ويفتخر أن حكومته ملتزمة بالهدنة مع عصابة ترفض السلام علانية وتؤكد ذلك بمصادرتها الآراضي تحت مسمى الوقف ونهب المرتبات وفرض الجزية تحت مسمى الخمس ، فهل يوجد دليل أكثر مصداقية لاختبار نوايا هذه العصابة ؟ إن من يهدم مدينة تاريخية ليبني عليها مزارا للموتى لا يريد سلاما ، بل استسلاما .

والعجيب أن أعضاء مجلس القيادة يتسابقون على التقاط صور في معسكرات تدريب ، ووزير الدفاع يتفقد المعسكرات ، وجميعهم لا وجود لهم في أرض المعركة ، فلمن يسمنوا هذه المزارع البشرية يا ترى ؟ نحن أمام عصابة عنصريتها متجذرة عميقا في حمضها النووي وفي دورتها الدموية وفي أسس عقيدتها الأكثر بدائية ، فهي تعتقد أن هذه الأرض خصصت للهاشميين فقط ، فأي سلام هذا الذي يتوسله البعض في الوقت الذي يجرد اليمنيون من حقوقهم ووجودهم ؟

أين هي الأحزاب السياسية وأين هي القبائل ، وأين هم أولئك الذين ادعوا بطولات في إسقاط النظام أو في الحفاظ عليه ، لماذا أصبح الجميع منبطحين جبناء أذلاء ؟ ، ولماذا أصبح البعض يقاتل نيابة عن هذه العصابة ويموت في سبيل عبوديته لها ، كل يوم تدشن هذه العصابة فصلا جديدا في استعباد اليمنيين وتنشئ أجيالا من المحاربين بدلا من صانعي السلام وتغرس في أتباعها الكراهية ضد اليمنيين ، ونحن ننتظر منها سلاما ، إن السلام يصنع فقط مع أعداء مهزومين ، ولن يتحقق السلام في اليمن إلا بهزيمة هذه العصابة التي تستمد قوتها من ضعفنا ومن تلك الحثالة التي تسمي نفسها سلطة الشرعية وهم مجرد عبيد للسعودية والإمارات ويبحثون كيف يكونوا عبيدا لدى الحوثيين أيضا ، لا هم لهم سوى أن يبقوا في السلطة .

تعليقات