المباحثات بين السعودية وإيران هي انتصارا للحوار والسلام
استجابة لمبادرة كريمة من فخامة الرئيس شي جين بينغ رئيس جمهورية الصين الشعبية بدعم الصين لتطوير علاقات حسن الجوار بين المملكة العربية السعودية والجمهورية الإسلامية الإيرانية، جرت في الفترة من 6 ــ 10 مارس عام 2023م في بكين المباحثات بين وفدي السعودية وإيران في بكين. تم توصل الصين والسعودية وإيران إلى اتفاق وأصدرت بيانا ثلاثيا مشتركا يتضمن الموافقة على استئناف العلاقات الدبلوماسية بين السعودية وإيران. أكدت الدول الثلاث على أنها ستبذل كل الجهود لتعزيز السلام والأمن في المنطقة والعالم. وأشار عضو المكتب السياسي للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني ومدير المكتب للجنة الشؤون الخارجية التابعة للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني السيد وانغ يي إلى أن هذه المباحثات تُعتبر انتصارا للحوار والسلام.
تُعتبر مباحثات بكين بين السعودية وإيران انتصارا للحوار. لقد أثبتت الحقائق أنه بغض النظر عن مدى تعقدات المشاكل ومدى خطورة التحديات، طالما أننا نجري حوارا على قدم المساواة بروح الاحترام المتبادل، فسوف نكون قادرين على إيجاد حل مقبول للطرفين. على الرغم من أنه في الشرق الأوسط القوى المتعددة والمصالح المتشابكة والمشاكل الكثيرة، لكننا نستطيع مناقشة المشاكل وحلها خطوة بخطوة. ستواصل الصين دعم دول الشرق الأوسط في استكشاف الحلول من خلال الحوار والتشاور للقضايا الساخنة بشكل مستقل بما يتماشى مع الحقائق الإقليمية.
تُعتبر مباحثات بكين بين السعودية وإيران انتصارا للسلام. قدمت النتائج الهامة البشرى للعالم المضطرب، وقدمت عوامل إيجابية في تعزيز السلام والاستقرار والوحدة والتعاون في الإقليم. أشاد المجتمع الدولي بها مما أظهر بشكل كامل أن تحقيق السلام والاستقرار على المدى الطويل هو التطلعات المشتركة لدول المنطقة وأن التمسك بالاستقلال الاستراتيجي وتعزيز التضامن والتعاون هو إرادة شعب المجتمع الدولي. إن الصين مستعدة من أجل تكون من يعزز الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط ويشارك في التنمية والازدهار في الشرق الأوسط ويدفع الوحدة وتقوي الذات بها. ستواصل الصين تقديم الحكمة الصينية وطرح الاقتراحات الصينية لتحقيق السلام والأمن والاستقرار في الشرق الأوسط.
تُعتبر مباحثات بكين بين السعودية وإيران ممارسة ناجحة للتنفيذ مبادرة الأمن العالمي. قام الرئيس شي جين بينغ بزيارة الرسمية إلى السعودية في ديسمبر العام الماضي وحضر القمة الصينية العربية والقمة الصينية الخليجية. وزار الرئيس الإيراني الصين في فبراير هذا العام. إنه أثبت أن الصين صديق موثوق للسعودية وإيران. منذ عام 2019، عقدت الصين منتدى أمن الشرق الأوسط مرتين وساهمت بالحكمة الصينية وبناء الإجماع الواسع لتعزيز الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط. مهدت هذه الأعمال الدبلوماسية الطريق للنجاح الصيني في تحقيق المصالحة بين السعودية وإيران. تدعو الصين جميع الدول إلى الالتزام بمفهوم الأمن المشترك والشامل والتعاوني والمستدام وعلى استعداد للعمل مع المزيد من الدول لتعزيز تنفيذ مبادرة الأمن العالمي وبناء عالم يسوده السلام الدائم والأمن العالمي بشكل مشترك.
دخلت الحرب في اليمن عامها الثامن. ويعاني الشعب اليمني أكثر فأكثر وأصبحت الأزمة الإنسانية أشد فأشد. إنه لأمر مؤلم. على مر السنين، كانت جميع الأطراف في اليمن ودول المنطقة والمجتمع الدولي تبحث عن فرص حقيقية لتحقيق السلام والأمن والاستقرار. نأمل أن تؤدي مباحثات بكين بين السعودية وإيران ونتائجها المهمة إلى خلق ظروف مواتية لتحسين الأوضاع في اليمن وتغتنم جميع الأطراف اليمنية هذه الفرصة لبناء الثقة المتبادلة والتوصل إلى الاتفاق بشأن تمديد الهدنة في أسرع وقت ممكن، والعودة إلى طاولة المفاوضات والبدء في مرحلة جديدة. ستواصل الصين تعزيز التواصل مع جميع الأطراف في اليمن والحفاظ على التنسيق مع دول المنطقة والعمل مع المجتمع الدولي لدعم الجهود من المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة بشأن اليمن من أجل عودة السلام في اليمن والحياة الآمنة والسعيدة والمزدهرة للشعب اليمني.
لنعمل سويا لإعطاء فرصة للحوار والسلام في اليمن!
*القائم بأعمال السفارة الصينية لدى اليمن السيد شاو تشنغ.