منبر حر لكل اليمنيين

القاهرة.. فعالية ثقافية استعرضت المشروع البحثي للبروفسور عبد الواسع الحميري المكون من (30) كتابًا

123

احتفت دار “عناوين BOOKS” للنشر أمس السبت في قاعة السفارة اليمنية بالقاهرة بالناقد والأكاديمي البروفيسور عبد الواسع الحميري، وبإصداراته التي بلغت 30 كتابا الذي يعد أول مشروع نقدي يمني عربي يحمل هذا الكم من العناوين التي بدت متقاربة ومتسلسلة في احتواء كثير من القضايا.

العناوين ومضامين الكتب ال30 حاولت الاقتراب من عدد واسع من القضايا في الشعر بمختلف مدارسه والسرد عموما والأنا والذات، كما تطرقت إلى ما هو تاريخي من نص ديني وموروث وما هو ثقافي واجتماعي وسياسي وبحثت في الجذور وهو (الفلسفي).

حديث علي ربيع

تحدث في بداية الفعالية التي أدارها الشاعر والاعلامي المتألق دوما عمار المعلم، الأستاذ علي ربيع وهو صحفي وشاعر وكاتب جميل استعرض بعض علاقات البروفسور الحميري بمحيطه منذ أن كان مدرسا في جامعات اليمن من صعدة إلى صنعاء حتى وصل إلى جنوب المملكة العربية السعودية.

وتطرق إلى أهم محطات الباحث وأهمية مشروعه الذي يعد من أهم المشاريع البحثية خلال الثلاثة عقود الأخيرة، إلى جانب حديثه عن الصعوبات والجهود التي بذلت من أجل خروج المشروع إلى النور بذاتية خالصة وسط غياب الجانب الحكومي نظرا للصراع المستمر في البلد.

علي ربيع أشار إلى أن هذا الاحتفاء يأتي بمثابة الاحتفاء بوهج الشمس مثمنا جهود الدكتور الحميري وسيرته الطيبة وعلاقاته بطلابه ونقاشه لعشرات الرسائل في الماجستير والدكتوراه، وكيف أن الرجل امتلك كل هذا الإصرار من أجل  الوصول بهذا المشروع الضخم إلى هذه النقطة.

أيضا لفت إلى الجهود التي كانت من قبل دار عناوين للنشر بقيادة الكاتبين القاص والصحفي صالح البيضاني والشاعر المبدع أحمد عباس، وكيف تمت مواجهة كل الصعوبات من أجل أن يرى هذا المشروع النور.

حديث فارس البيل

الدكتور والناقد فارس البيل تحدث من منظور مختلف مؤكدا أننا أمام مشروع كبير وواسع، تم فيه محاكمة النص بمختلف سياقاته سواء الديني أو الشعري أو السردي وحتى الخطاب العادي الذي ينتجه المجتمع.

مشيرا إلى أننا أمام مشروع استثنائي جدير بالتامل والقراءة وهو يعمل على تفكيك منظومة السلطة ومنطوق الخطاب وليس محاكمتها وحسب، كما ويعالج الكثير من الظواهر الفكرية والثقافية والإجتماعية والسياسية والفلسفية.

أيضا أشار إلى أنه عالج مسألة الثأر والثورة وغاص في كثير من المسلمات لدى الناس والقضايا كالمهدي المنتظر وغيره من القضايا. إضافة إلى محاكمة النصوص ومساعدة العقل والذهن وشرح القضايا التي تؤثر على المجتمع والأفراد.

مبينا أن الباحث حاول جاهدا الوصول إلى مقاربات واسعة في طرقه أبواب عديدة وقضايا شائكة للعديد من المشاريع والقضايا التي تعتمل في الواقع وهي غزيرة وكبيرة.

حديث الزراعي

الشاعر الدكتور عبدالعزيز الزراعي أشار في السياق ذاته إلى أن البروفيسور الحميري استطاع جمعنا على مائدة الفكر والمعرفة من خلال ما يطرحه في مؤلفاته وأبحاثه ليس في التنظير والنقد وإنما في قدرته على فتح أسئلة مشروعة ومهمة.

مضيفا أنه أحد تلاميذه وهو صاحب الأدوار الواسعة في المجال الأكاديمي من خلال مناقشته للعديد من الرسائل العلمية والأبحاث منذ كان في جامعة صعدة وصنعاء حتى انتقاله إلى الجنوب السعودي في السنوات الماضية.

ولأن المشروع كبير والذي تكون من ثلاثين كتابا فقد كان من الصعوبة بمكان تقديم قراءة وافية، كون الوقوف على ثلاثين عنوانا شمل العديد من القضايا في جوانب مختلفة وفي وقت قصير أمر بالغ الحساسية.

الزراعي لفت إلى بعض المواضيع والعناوين منها الخطاب الشعري والسلطة منذ عهد الإمامة في ثلاثينيات القرن الماضي حتى ثورة سبتمبر تقريبا والخطاب المضاد لهما.

كما أشار إلى ماهية الخطاب الذي عني به واشتغل عليه الباحث وهو الخطاب الإنساني عموما بكل تجلياته سواء الشعبوي أو الرسمي النخبوي، في إطار البحث في الماهية والوجود ماهية الخطاب نظرية الخطاب والتي أوسع لها ما يقارب ال6 كتب.

ايضا الخروج بمعرفة كاملة عن الخطاب الشعري كأهم خطاب عربي مؤثر في 4 عناوين تناول الشعراء الرواد المقالح دنقل السياب أدونيس صلاح عبد الصبور درويش يوسف الخال وقاسم حداد، وعلاقة هذه الذوات بواقعها والحروب والنكسات.

حديث علوي الملجم

الباحث الدكتور علوي الملجمي تحدث بشكل اكاديمي عن أهمية المشروع الكبير وضرورة الاحتفاء بشخصية الدكتور عبد الواسع الحميري.

كما حاول شرح بعض المصطلحات والمفاهيم التي احتوتها المؤلفات منها علاقة الكاتب بالمتلقي والقارئ، العلاقة القائمة على فهم المضامين وماهية الفكرة والمعرفة بشكل عام.

مؤكدا بأن الأمر الثاني هو أن المشهد بأمس الحاجة إلى مثل هذا المشروع، وأما الأمر الثالث فهو ما قدمه الباحث والذي يعكس صورة مغايرة وإيجابية عن الشخصية اليمنية الباحثة والمثابرة لدى المتلق العربي ويؤسس لوجود اليمني وحضوره من خلال تفرده في طرحه وقضاياه ومناقشتها لقضية الأنا والمتعالي من زاوية مختلفة.

ووصف مؤلف الكتب بأنه شخصية فاعلة ومنظرة من الطراز الرفيع من خلال كتاب نقد النقد الذي تكون من 8 أجزاء والحديث عن الأنا من خلال كتاب مهم من ثلاثة أجزاء.

ختامها حميري

في ختام الفعالية التي حضرها عدد من الشخصيات الثقافية والسياسية والأكاديمية والباحثين وطلاب الباحث ومن المقيمين في جمهورية مصر العربية تحدث الدكتور الحميري باختصار عن مشروعه النقدي والمعرفي واختياره للعناوين والقضايا.

وتطرق إلى ما هو سياسي على اعتبار أن الخطاب السياسي الأخطبوط الذي سيطر على كل الخطابات والفيروس الذي يتلبس كل يوم بلبوس الدين والسلطة والمعرفة ومعظم تفاصيل الحياة. وعن الخطاب التاريخي ثم الفلسفي الذي وصفه بأنه الجذر الذي فاضت منه كل المشاكل والأسئلة.

وعن قضية عناوين الكتب فهي انعكاس للمشاكل التي تم معالجتها وهي محاولة للإجابة عن كثير من التساؤلات مشيرا إلى أن الرسالة التي أرد إرسالها للنقاد الشباب بأن هناك نصوص أخطر من الصواريخ نحتاج إلى تفكيكها منها  الفتاوى وهذه معركة يجب أن نتداعى اليها جميعا حسب قوله. مصورا أنها بمثابة الألغام في موروثنا الثقافي؛ لأن هناك نصوص تصطدم مع روح الدين والعقل حسب قوله وهذه خطيرة إن استمرت على العقل والحياة.

كما عرج في نهاية حديثه بنقد السلطة القائمة اليوم في اليمن وعدم قدرتها على مواجهة التحديات المتمثلة في توجه مليشيا الحوثي وما تنشره من أفكار.

تعليقات