لم أختر المنفى لكنه أختارني
أنا واحد من ملايين اليمنيين الذين لم يختاروا منفاهم ، فرض عليهم المنفى مثلما فرض عليهم من يحكمهم ، ظننت أنني سأعيش بعيدا عن الحوثي بحرية وطمأنينة ، بعد أن طلب من صالح والزوكا رحمة الله تغشاهما عدم عودتي إلى اليمن أثناء مشاركتي في مؤتمر الأكاديميين العرب في بيروت ، لكنني وجدت نفسي بالإضافة إلى أنني ضحية من ضحايا عصابة الحوثي الإرهابية ، أيضا ضحية لسلطة الشرعية والتحالف الداعم لها ، فقد جندوا عملاءهم ومستأجريهم لملاحقتي ومحاولة إلحاق الأذى بي وبأسرتي بكل السبل .
ما تعرضت له خلال الفترة الماضية وفي هذه الأيام تحديدا تنوء الجبال بحمله ، وكيف لا وأنا في مواجهة مجلس ما يسمى بالقيادة الرئاسي ورئاسة الحكومة والسفير السعودي محمد آل جابر الذي يخشى أن تتشكل حوله معارضة قوية تزيحه من منصبه ويرى أن مطالبتي بتشكيل لجنة تدقيق للتحقيق في الأموال التي أنفقت باسم اليمن تشكل له أرقا .
قال لي أحدهم من أنت حتى تضع رأسك برأس آل جابر أو تتعرض لفتاه المدلل معين عبد الملك ، سيسحقونك كما سحقوا خاشقجي وغيره من المعارضين السعوديين الذين تقف وراءهم دول ولم تستطع حمايتهم ، وآل جابر يعتبر الصراع معك صراعا وجوديا والجميع يعمل معه من مجلس القيادة إلى الحكومة ونصف موظفي سفارتك يعملون معه بالأجر اليومي إضافة إلى موظفي سفارة بلاده .
هكذا أصبح المنفى غير آمن ، القمع العابر للحدود يلاحقني واليمنيون فقدوا القدرة على المقاومة واستسلموا للضعف والمخلصين أكثر ما يمكن أن يقوموا به يحذرونني من كوني سأكون هدفا للانتقام من الحوثيين ومن مجلس رشاد العليمي وحكومة معين عبد الملك الذين لا يألون جهدا في دفع الأموال السخية لإلحاق الأذى بي .
هناك معلومات تؤكد أن هناك شيء ما ضدي في قادم الأيام ، لا أعرف تماما ما هو ، ليس هذا بجديد ، فأنا أتعرض منذ فترة للترهيب وبطرق مختلفة ، كل ذنبي أنني لا أستطيع السكوت عما لحق باليمن أرضا وإنسانا ، من انحلال للدولة وتجريف للاقتصاد وعرقلة استعادة الدولة ودعم للفاسدين ونهب للثروات وسرقة أموال الناس ومنع الكهرباء عنهم وتعطيل الإصلاحات ، خلاصة القول ، نحن أمام عصابات تقود البلد بالحقد والكراهية وتشرعن للعنف بشتى مظاهره المدمرة ، تقود البلد بما يفرق ولا يجمع .