منبر حر لكل اليمنيين

من حفل تكريم الاتحاد العربي للثقافة والابداع

78

بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الأمين.

الاخوة والأخوات
الحاضرون جميعا
احييكم بتحية المحبة تحية الود والتقدير تحية السلام الذي نرجوه لكل ابناء المعمورة وبعد :

أشعر بالفخر البالغ اليوم أن تشرفت بالمشاركة في هذه التظاهرة الثقافية العربية المتميزة والمثمرة التي يقيمها “الاتحاد العربي للثقافة والابداع”  برئاسة الأخوين الصديقين العزيزين الأستاذ فتحي الملا الإعلامي والمثقف البارز العاشق لليمن وأبنائه،
  والأخ الصديق العزيز الأستاذ المبدع شيخ المنشدين علي محسن الأكوع رئيس جمعية المنشدين رئيس الاتحاد  واحد رواد المجتمع المدني في اليمن.

بداية أود القول بأن عقد هذا الملتقى في دورته السادسة بالقاهرة  عاصمة العرب الأولى ومدينتهم الحانية التي فتحت أبوابها مشرعة أمام الجميع ، وتكريم عدد من المبدعين والمثقفين في مختلف المجالات له معنى مختلف والعديد من الدلالات التي تميزه عن غيره في هذا التوقيت اللافت.

وعلى ذكر ذلك هناك بعض النقاط المهمة التي أود التعريج عليها من باب التذكير في هذا المقام، كدليل على الترابط المتين بين جغرافتين وشعبين لا شيء يفصل بينهما منذ قيام الدولة الإسلامية وما قبلها بقرون، وهو ما اثبتته شواهد التاريخ والآثار والنقوش والدماء الزكية الطاهرة التي روت لاحقا تراب هذين البلدين من أجل حياة أسلم للإنسان والمجتمع.

أهم نقطة هي العلاقة الوطيدة بين شعبي مصر واليمن والروابط العميقة التي عمدت بالدم عبر إسهامات عديدة في مختلف المجالات، أهمها دور مصر العربي والقومي في انعتاق الشعب اليمني من حكم الإمامة الظالم بقيام ثورة 26 سبتمبر الخالدة، والتي يحاول البعض النيل منها ومن إنجازاتها العظيمة والعودة بالبلاد إلى ما قبل ذلك التاريخ كواحدة من أخطر الانتكاسات التي ستصيب مجتمع واسع المدارك متنوع الثقافات خاض مشروع التنمية في كل المجالات حتى وصل إلى أعلى مستوى قبل أن تبدأ لعنة الحرب.

من النقاط أيضا تأثر الشعب اليمني بالثقافة المصرية العربية من خلال المبدعين الأدباء والكتاب والاعلاميين، فقد درسنا على أيدي اساتذة مصريين اجلاء من الابتدائية وحتى الجامعة وما بعدها، وتأثرنا بكتب المثقفين الأدباء الصحفيين وتحليلات العلماء والمفكرين في مختلف الجوانب السياسية والاقتصادية والاجتماعية، ونهلنا من علم العلماء في مختلف العلوم في الطب والعلوم الشرعية، وهنا لا بد من الإشارة إلى علماء الأزهر الشريف ودورهم التنويري في الثقافة الإسلامية نظرتهم للدين وعلاقته بالمجتمع وغرس قيم التسامح والاعتدال ونبذ التطرف، والابتعاد عن ثقافة الكراهية والمغالاة المذهبية.

الإخوة والأخوات :
لا يخفى على أحد أن مصر الحبيبة – مصر الفدا- قد استقبلت ولا تزال  اليمنيين وغيرهم من أبناء الأمه العربية الذين طالت بلدانهم نكبة وكارثة الربيع العربي المشؤومة، فكانت الحضن الدافئ لكل اليمنيين والعرب ، والجميع يشعر في هذا البلد العظيم انه بين أهله واحبابه، يعيشون في أمن وأمان واستقرار وسلام.

يحدونا الأمل والرجاء الكبيرين اليوم من فخامة الأخ المشير  الرئيس عبدالفتاح السيسي رئيس جمهورية مصر العربية الشقيقة أن تقوم مصر العروبة بدور كبير في المساهمة في التسوية السياسية وعودة الأمن والاستقرار إلى اليمن ونهضته وتنميته وحماية أراضيه البحرية والبرية من خلال الاسهام في جهود المصالحة الوطنية وإعادة الاعمار لما خلفته الحرب في مختلف المجالات وقطع الطريق على كل المشاريع التي تتربص بهذا الكيان العروبي. بل اننا نرجو من فخامته اعلان وتقديم مبادرة للسلام والوساطة لإنهاء الحرب باليمن، وأجزم أن هذا مطلب كل اليمنيين الشرفاء والأحرار.

السادة الحضور:
هناك العديد من الأساتذة الأجلاء  المصريين ممن عملوا في اليمن تربطنا بهم صداقات اخوة ومحبة، يتألمون على حال اليمن واوضاعها ويتوقون إلى عودة اليمن للأمن والسلام ويسهمون مع إخوانهم اليمنيين في البحث عن الحلول للأزمة اليمنية من منطلقات اخوية وعربية ومحبة للبلد الذي قضوا فيه سنوات من أعمارهم مع أهلهم في اليمن.

إن الاتحاد العربي للثقافة والإبداع  من الاتحادات العربية الفاعلة والتي تمكنت من تحقيق انجازات متعددة في التنمية الثقافية بمختلف ابعدها، والحرص على تكريم المبدعين والمتميزين في مختلف المجالات الثقافية والسياسية والاجتماعية منهم من لا زال يقدم عطائه ومنهم من رحل لكن عطائه وابداعه باق ومستمر، تتذكره الاجيال المتعاقبة بكل فخر واعتزاز تقديرا لأدوارهم الإبداعية.

كل التقدير للقائمين على الاتحاد والمنضمين لهذا الملتقى وتهانينا للمكرمين كل باسمه وصفته ودوره.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

تعليقات