لماذا لم تحرك الأحداث في اليمن توكل وحميد الأحمر ؟
سألني أحدهم هذا السؤال ، وأردف بالقول ، غلاء مخيف ونقود تتلاشى بلمح البصر وأغلبية اليمنيين يكافحون من أجل سد رمقهم ، اليمن تحتاج إلى ثورة أشبه بثورة ٢٠١١ ، فهل ياترى توكل كرمان وحميد الأحمر يتابعون ما يجري في اليمن ؟ وإذا كانوا يتابعون ، لماذا لا يدعون إلى ثورة ، شبيهة بتلك الثورة ؟ قلت له لا أستطيع أن أفتيك في ذلك ، لسببين ، الأول أنني لم أعترف بأن ما جرى في ٢٠١١ كان ثورة ، بل كان ثأرا بين صالح وآل الأحمر وبمجرد ما أخذ كل طرف حقه من الثأر اكتفى بذلك ، وثانيا ، لست مخولا بالإجابة عنهما ، لكنني سأنقل تساؤلك هنا .
في حقيقة الأمر ، هذا السؤال جعلني أعيد التفكير فيما يجري في اليمن ، وأقول لنفسي ، لماذا الكل تخلى عن اليمن ، لم تكن توكل وحميد وحدهما من تخلى عن اليمن ، دول الخليج التي تقدمت بقرار الحرب إلى مجلس الأمن تنفق اليوم مئات المليارات لدعم اقتصاد بلدان أجنبية ، بينما اليمنيون يعانون من شدة الفقر والجوع والبطالة وهادي تخلى عن رفع العلم في مران والزنداني وصعتر لزما الصمت والذين يتباكون على النظام الساقط تخلوا عن استعادته .
لا أحد معني بإدارة حوار حول البلد ، الجميع مشغولين بإدارة مصالحهم ، لا نواب مع البلد ولا مستشاريين ، فقط وحده الشعب يدفع ثمن هذه الحرب من دمه وقوته ويحصل بالمقابل على الفقر والبطالة ولا يوجد أمامه أي بصيص أمل ، لا تعليم ولا صحة ولا كهرباء ولا مياه نقية ، حتى أولئك الذين قراؤا كتب الفكر والفلسفة والأدب رموها وراء ظهورهم واستبدلوها بملازم حسين الحوثي .
الجميع تخلى عن اليمن ، الأمم المتحدة والمجتمع الدولي يتعاملون مع الشعب اليمني على أنه شعب معاق يتسولون باسمه وحولوا قضيته من قضية صراع وجودي يستهدفهم كهنوت خرج من شقوق التاريخ إلى قضية إنسانية تقوم على الغذاء ، وبالمقابل تعيش حكومة معين عبد الملك أزهى عصور الفساد حتى تحول رئيسها من فقير معدم إلى منافس لأكبر بيوت التجارة في اليمن ، باع كل شيء ، حتى ظميره باعه لكي يتخلص من تأنيبه له .
أقول لصاحب السؤال ، إن الذي غاب ليس فقط توكل وحميد ، بل غاب المدافعون عن النظام والرافضين له وغاب القضاء والجيش والأمن والمشايخ وأساتذة الجامعات والمعلمين والنشطاء وغابت الشرعية ولم تكن حاضرة إلا في تقاسم سلطة ليس لها من الأمر سوى التمرغ بالفساد وأصبحت علاقتها بالتحالف اسكتوا عن فسادنا نسكت عن مشروعكم التفكيكي في اليمن ، وسلموا البلاد لعصابة الحوثي الإرهابية ، تعبث بها وتمارس الخرافة على شعب مازال ينتظر من يقوده ليحرر نفسه ، ولو نظر كل واحد من أبناء الشعب لوجد أن المخلص يوجد داخله وليس في عواصم البلدان الأخرى.