منبر حر لكل اليمنيين

أظهر رشاد العليمي في ميونخ أنه رئيس منظمة نسوية وليس رئيس مجلس القيادة الرئاسي

11

أعطت تصريحات رشاد العليمي الكثير من الدلالات والدروس ، فقد أوضحت تخبط مجلس القيادة الرئاسي مع القضايا الوطنية في ظل الانقسام السياسي الحاد داخل المجلس ، هذا الانقسام عكس نفسه حتى على القرارات التي اتخذها المجلس والتي بدت وكأنه هناك إجماع حولها ، مثل قرار تصنيف مليشيا الحوثي جماعة إرهابية ، فلم يتم استثماره في المؤسسات الدولية بهدف محاسبة مليشيا الحوثي على جرائمها ولم يأخذ هذا الموضوع أي اهتمام إعلامي يذكر ، من قبل مؤسسات الشرعية الإعلامية أو من خلال سفرائها في الخارج .

وبعيدا عن تخبط المجلس وعن ردود الفعل الكثيرة عن أدائه فإنه يمكن التأكيد حسب معظم المحللين السياسيين والتقارير الصحفية أن المجلس هو المسؤول عن هذا التخبط كونه قبل على نفسه أن يكون مجرد حلقة من حلقات السعودية والإمارات اللتان تتناقض مصالحهما مع مصالح الشعب اليمني ، بل وتتعارض معها تماما ، خاصة وأن مصالح المجلس والأفراد المرتبطين بكلا الدولتين جعلهما يتحكمان بالقرار السياسي والاقتصادي وبالحكومة التي أثبتت فشلها في مختلف المجالات .

ولست بحاجة إلى التأكيد على التخبط الذي ظهر فيه العليمي وكأنه حديث عهد بالسياسة لا يفقه فيها شيء ، ففي خطابه أمام مؤتمر ميونخ للامن ، إن مليشيا الحوثي تتخادم مع التنظيمات الإرهابية ،وهو بذلك يعفيها من القرار الذي اتخذه مجلس القيادة بكونها جماعة إرهابية ، وأشار إلى أنها تمثل أقلية في اليمن ، لكنه حينما سئل عن وجود قوات للتحالف في جزيرة ميون ، أكد وجودها وقال لو لم يكن التحالف معنا كان الحوثيون يسيطرون على باب المندب وجزيرة ميون ، كيف تكون جماعة الحوثي أقلية وبنفس الوقت تكون قادرة على السيطرة على البحر وجزره ؟

بطبيعة الحال ظهر الدكتور رشاد العليمي وكأنه يترجم تلك اللقاءات النسوية التي يديرها مدير مكتبه يحي الشعيبي وأصبح ينظر للصراع من خلال هذه الاجتماعات ، فقد ألمح إلى أن المجتمع الدولي إذا يريد حلا سلميا تفاوضيا يجب أن تتوقف جماعة الحوثي عن قمع النساء والناشطين ، وقد أكد هذه النظرة وزير إعلامه معمر الإرياني الذي حذر من استهداف الحوثي للأقلية البهائية في اليمن ، وكأن نصف مليون قتيل ومثلهم جريح وعشرات الملايين من المشردين والمهجرين لا يقعون تحت جرائم الحوثي .

وفي الضفة الأخرى وتحديدا في عدن كان أفسد رئيس وزراء في التاريخ يلتقي بهيئة التشاور والمصالحة ، التي ليس لها علاقة بالمصالحة بدليل أن الخلافات داخل مجلس القيادة كما هي ، ووظيفة الهيئة هي ملاحقة الشرفاء والوطنيين من الذين يتألمون لآلام وطنهم وشعبهم ورفع دعاوي قضائية عليهم في الداخل والخارج ، أما عضو المجلس طارق صالح ، فقد كان يزور معسكرات التدريب ويتوعد الحوثي بأن خيارات اللا حرب واللا سلم لن تستمر ، بينما سفير الاتحاد الأوروبي كان يجري لقاءا وديا مع الناطق الرسمي للحوثيين في مسقط ، ومحافظ البنك المركزي يقول إن الوديعة ليست حلا وإنما هي مجرد تنفس صناعي مؤقت ، وأمين عام مجلس التعاون الخليجي كان يناقش مع السفير السعودي آل جابر دعم اليمن للوصول إلى حل سياسي ، فهو المتحكم الفعلي بالقرار السياسي لأن من يتولون السلطة في اليمن لا يمارسون السياسة ، بقدر ما يمارسون التبعية الطوعية .

تعليقات