في المرة الأولى
في المرةِ الأولى
نظرت
نظرتُ فقط
وعدتُ إلى البيت
وحين استلقيتُ على ظهري
حملني النوم
قبل أن احذرني
من خطر
المرة الأولى
والنظرة الأولى
وبدايةُ كل شيء
في المرة الثانية
نظرتُ أيضا
وعدتُ إلى البيت
وحين استلقيتُ على ظهري
أخذني النوم
قبل أن أسألني:
لماذا فعلت ذلك للمرة الثانية؟
في المرة الثالثة
كررت النظرة، والأخرى، وربما أيضا الثالثة
وعدتُ إلى البيت
بطريقة عادية
وحين استلقيتُ على ظهري
غرقتُ في النوم
قبل أن أقسم
ألا أكرر هذا للمرة الرابعة
في المرة الرابعة
ابتسمتِ
وعدتُ إلى البيت
بعينين مشبّعتين
وحين استلقيتُ على ظهري
حدث ذلك
دون أن يترك لي فرصة للقول:
إنها لم تكن لي!
في المرةِ الخامسة
مررتِ بجانبي
فاكتشفت عضوا جديدا
ينبض بسرعة
ومثل كل يوم
عدتُ إلى البيت
لكن زحفا هذه المرة
ولأنني وصلت متعبا
نمت
قبل أن أعرف
أن هذا العضو
موجودا منذ زمن
في المرة السادسة
عثرتُ على اسمك
وعدتُ إلى البيت
مسرعا هذه المرة
كتبته على الجدران
بين دفاتري
على راحة يدي
وفي كل مكان
اطفأتُ الأنوار
وحين استلقيتُ على ظهري
سرقني النوم
قبل أن أوضح لصديقي الذي شتمني
أننا بعد اليوم لسنا بحاجة للكهرباء
في المرة السابعة
حفظتُ تعرجات شفتيك
الطول
والعرض
والملابس
و حتى الخطوات
في المرة الثامنة
رسمتُك
وأعدتُ رسمك
من جديد
ومائة
وألف
ونمت
قبل أن أعرف
أن هذا كله ما تفعله
أول مرة
في المرة التاسعة
أحببتك
ولأنني يومها نسيت الطريق
لم أعد إلى البيت
إلا بعد سنتين
ليلتها لم يدثرني أحد
وبلا نوم
فكرتُ بكل شيء
ثلاثة أشهر
وبعدها نمت
قبل أن أعرف
أن نصفٌ آخرٌ
مني
لم يكن موجودا
في المرة العاشرة
قلتُ:
هذه أنا
واختبأت
بإحدى عطفاتِ الحجاب
وفي الليل
تسللتُ إلى شعرك
وحين استلقيتِ على ظهرك
أخذكِ النوم
قبل أن تعرفي
أن شخص ما
يحبك
جائعا
وخائفا
يرقدُ هناك في رأسك
مرت الليلة الأولى
والثانية
والألف
وأنتِ ما زلتِ نائمة
خرجتُ للمرة الأولى
فالثانية
والألف
وما زلتِ نائمة
وفي مرة بعيدة
كُنتُ قد انتهيتُ مني
سقطت منكِ دمعة حزينة
وفجأة
استيقظتِ من النوم
فوجدتني
فجأة
عدتُ للحياة من جديد
مسحتها
وقبلتُكِ
عانقتُك
ولأول مرة
سمعتُ:
أحبك
حينها عرفتُني جيدا
وتذكرتُ
أنني لم أعد للبيت منذ خمسِ سنوات
وحين عدتُ
مُحملا بالهدايا
والحُب
والضحكات
لم يعرفني أحد
في الليلة الأولى
نمتُ على الرصيف
في السنة الثانية
نمت أمام الباب
في الثالثة
عدتُ إليك
وحين استلقيتِ على ظهرك
أخذك النوم كالعادة
قبل أن تعرفي أي شيء
حينها
تسللت خائبا بهدوء
إلى نفس المكان
بين خصلةٍ وأخرى
أعيش، وأنام
جائعا بلا حد
حزينا بلا حد
وحيدا بلا حد
منتظرا
بين وقتٍ وآخر
أمام عينيك
متى تستيقظين
أو حتى دمعة أخرى
تسقط منك!