نصف قلب
على نصفٍ قلبٍ يا أبي نصفِ ساعةِ
يحاولُ ليلٌ ما اجْتراحَ السعادةِ
وليلُ العصاميين شغلٌ مؤجلٌ
بطيءٌ عليهم كالجيادِ المصابةِ
قليلًا وتأتي الريحُ صَدْرًا مُهجّرًا
تُسابقُ فيهِ الوقتَ حتى النهايةِ
قليلًا وتحتاجُ الصّحاريُ نازحًا
يفتشُ عن عمرٍ حديثٍ الولادةِ
ويَشْتَقُّ بعضُ الماءِ للخوفِ جَدولاً
بغيرِ اقتدارٍ للحقولِ المُشاعةِ
تقولُ يدُ الحطابِ للجدبِ مقلمٌ
ولكنما الأخشاب فوق استطاعتي
تراجيديا يا منتجَ الفلم لم تزلْ
تراجيديا ما بين جارٍ وجارةِ
تراجيديا لا تعملُ الآن فكرةٌ
وجفَّ الخيالُ الحُرُّ قبلَ البدايةِ
عليها عليها والعناوينُ تشتهي
ضمورَ المرايا واحتضارَ السلامة
ويستنكرُ العمالُ حتى انشراحهم
إلى أين تمضي يا دقيقَ الإغاثةِ!
يحدثُني الأحرارُ عن جوعِهم وعن
دموعِ الصبايا وانكسارِ الكرامةِ
مصابونَ بالنجْماتِ حَدَّ انسكارِهم
عن الضوء لم يستنجدوا بالحداثةِ
وفوق احتشادِ النارِ شدّوا حنينَهمْ
إلى غربةٍ أقصى خيالِ البَدَاوةِ
ومهما استطاعوا النومَ فزّتْ وسائدٌ
وطارتْ بهم رغمَ العيونِ المُسالةِ
حنانيك دَعْهُمْ يا شباطُ ليرقصوا
قليلًا ودعني ثائرًا نصفَ صامتِ
أنا فزتُ بالأحجارِ حين انتهتْ بهم
دماءٌ طريّاتٌ بعامِ الحجارةِ
وشاطرتُهم في الخوفِ حتى تورمتْ
مناكبُ قلبي وازدحامُ شجاعتي
بطيئون مثلي ليس شرطًا وصولهم
وأوضاعُهم مثلي بذا الدهر ساءَتِ
…
أعدني إليهم يا شريكي شاعرًا
جديرًا بحملِ الهمِّ فوق الكنايةِ
أعدني ولو ظلاً صغيرًا فربما
أصيرُ مبيتًا للطيورِ المُهانةِ
وقلِّ للمجازٍ الشيخِ لا زلتُ يافعًا
قديرًا على خلق المدى والمسافةِ
على مهلهم أمضي حياتي بقربهم
وروحي التي
-يا عمُّ- في الحُبِ سالَتِ
أعودُ ثقيلاً فوق حظي وطالما
ربحتُ كثيرُا من وراء الخسارةِ.
*من صفحته في فيس بوك.
6 فبراير 2023