منبر حر لكل اليمنيين

الطبيب أحمد المقرمي الإنسانية والإخلاص

39

عمل مدرسًا متطوعًا في محافظة ريمة، واكتسب منها طيبة الناس وسماحة الساكنين، وعمل مدرسًا متطوعًا في مديرية همدان، واكتسب منها عراقة الأرض وشهامة الزارعين، وقبلهما درس الابتدائية والإعدادية في عدن، واكتسب منها سماحة المدينة وانفتاح القادمين، ودرس الثانوية في صنعاء، واكتسب منها رباطة الجأش وحنين المغادرين، ثم غادر الى مصر ودرس الطب فيها، واكتسب هناك عراقة العلم واجتهاد الدارسين، لتمر عليه سنوات لاحقة، يعود بعدها إلى اليمن والمواطنين، ليعمل طبيبًا في المستشفى العسكري بصنعاء، ثم طبيبًا في محافظة مأرب، وفيها اكتسب الشهامة والصرامة وحكمة الأقحاح الصابرين.

هل تعلمون من الذي نتحدث عنه؟!
حسنًا سنخبركم..

نحن هنا نتحدث عن الدكتور اليمني أحمد علي شمسان المقرمي، استشاري طب الأطفال والمواليد، الطبيب اليمني المعروف، وأحد أبرز الاستثناءات اليمنية في الطب والإنسانية والأخلاق السامية، عن أفضل الأطباء اليمنيين في مجاله وتخصصه، الطبيب حينما يهدف الى رعاية البشر ومساعدة الإنسان بفاعلية ورحمة وإخلاص، الطبيب حينما يجعل مصالح المريض فوق كل اعتبار، الطبيب حينما يحافظ على كرامة الإنسان ويعتني به كأولوية قصوى، حينما يهتم بالأطفال والمواليد وحديثي الولادة،  يقابلك بابتسامة وحب وشغف وتعامل راقي الى أبعد الحدود..

هذا كلام نادر، وتوصيفات خالصة، في واقع المجتمع اليمني بشكل عام، كـ تلخيص وجيز عن طبيب يمني يستحق الثناء والإشادة، ثناء القدرة والسماحة والتواضع والكثير من الكفاءة، عن ملاك الأطفال والمواليد، الملاك الذي يعتني بهم، وينقذهم، ويرحمهم، ويحتضنهم، ويداويهم، ويتابع أدويتهم، كطبيب يخاف الله، ويحب الخير، ويعالج المساكين بصدق، وتفان، وأبوية تكاد تخطف الأوجاع كلما وصلت إليه، يستقبل مرضاه بود وألفه ووجه مبتسم وسعيد، يتحدث إليهم ويستمع الى تفاصيل شكواهم، ثم يساعدهم، ويتابع أوجاعهم، ومن لا يملك منهم المال يكون عونًا لهم.. وفي شاشات التلفاز يظهر بوجهه الأنيق وملامحه السمراء البهية، لينصح المواطنين في مواضيع الطب والأمراض والصحة، ثم يجيب على استفساراتهم وشكاويهم، لطالما أثنى عليه المتابعون والمستمعون، ولطالما أثنى عليه مرضاه وشكره المترددون على عيادته، يشكرونه ويتباهون بتواضعه وحفاوته ومعرفتهم به، لأنه يهتم بهم، وينصحهم ويتفاعل معهم، ويجيب على اتصالاتهم عندما لا يكون مشغولا بالمرضى من عيادته أو منزله، يرد على استفساراتهم العاجلة وشكاويهم الطارئة، دون تذمر أو تهرب أو تجاهل لهم ولأطفالهم، هذه كلها حقائق يقولها عنه المترددون جميعًا عليه وعلى عيادته.

للدكتور أحمد شمسان المقرمي حقائق مشرفة ومعروفة في الوسط الطبي والصحي العام، الجميع يعرفون عنه الكثير والكثير، يعرفون عنه بأنه يرفض تمامًا أخذ العمولات التي تعرضها الشركات التجارية، يقولها للجميع بصحيح العبارة: أنا طبيب ولدي واجب ديني وأخلاقي، وهذه المغريات تفتح النفس على الطمع والتجاوب والتساهل والميول نحو الماديات، وهذا عيب كبير في حياة الطبيب، لهذا بقي الدكتور شمسان ناصعًا خلال مسيرته كلها، كضوء بارز يراه الجميع ويشيرون نحوه بتفاؤل واحتفاء والكثير الكثير من الاعتراف والتقدير.

الدكتور أحمد شمسان المقرمي، ابن عزلة المقارمة مديرية الشمايتين بمحافظة تعز، المولود في الحادي عشر من نوفمبر عام 1956، الطالب المكافح، والطبيب الناجح، والاستشاري القادم من الريف التعزي الجميل، انتقل لدراسة الطب في مصر بجامعة طنطا عبر منحة قدمتها له الدولة، ثم عاد الى اليمن في أواخر  العام 1986، والتحق بالخدمة العسكرية في معسكر الاستقبال ضلاع همدان، ثم انتقل الى المستشفى العسكري بصنعاء، ثم المستشفى العسكري بمحافظة مأرب، مرورًا بالكثير من المستشفيات الحكومية والعيادات التعاونية، وانتهاء بمستشفى السبعين العام.

تقدم لدراسة الدبلوم العالي في طب الأطفال بالعام 94/95 ثم حصل على البورد العربي في العام 2004، بعدها حصل على البورد العربي -الدكتوراه المهنية- تخصص أمراض الأطفال وحديثي الولادة في العام 2008، ليعمل بعدها بفاعلية وكفاءة وروح عالية في طب الأطفال والمواليد، ثم تبوء منصب رئيس الجمعية اليمنية لمرضى الثلاسيميا والدم الوراثي وهي الجمعية الرائدة في رعاية مرضى تكسر الدم الوراثي والمشهود لها من كل وزراء الصحة المتعاقبين ووزراء الشئون الاجتماعية بعملها الدؤوب وشفافيتها.. الدكتور أحمد شمسان يعمل ايضًا كاستشاري ومدرب لطلاب كليات الطب وللأطباء الدارسين للبورد والدراسات العليا بمستشفى السبعين للأمومة والطفولة، ويداوم حاليًا ويوميًا في عيادته الخاصة والجديدة بمختبرات اليوسفي التخصصية بحي الأصبحي صنعاء.

هذه واحدة من أنصع حكايات الأطباء اليمنيين الخالدين في قلوب المرضى والزائرين، حكاية الكفاح والمثابرة والديمومة الساحرة، حكاية الأطباء القادمين من الريف والمتصدرين لواجهة الوطن والمواطنين، الأطباء الذين عانوا الويلات، وصبروا على المرارات، وتجاوزوا العوائق والمستحيلات، ليصيروا في النهاية أعظم الأطباء الصادقين.. أخيرًا، هذا ليس تسويقًا أو ترويجًا له، هذا تخليد لمسيرته، ونبذة عن حياته، وسرد صادق عن شخصه وروحه ومبادئه، مع خالص المودة والحب والاحترام إليه، من قلوبنا جميعًا، ومن كل اليمنيين في ربوع هذا الوطن العظيم.
*الصورة للطبيب المقرمي

تعليقات