من ينقذ ياسين دحان من تنمر البركاني؟
تبدأ قصة ياسين دحان حينما بدأ بمتابعة تحويل زوجته الفراشة إلى عدادة في فرع البنك المركزي بتعز، لكي يتحسن دخلهما لرعاية أطفالهما ولكي يخفف عنها متاعب العمل، بعد أن احدودب ظهرها وزالت بصمات أصابعها من آثار المكانس ومساحيق التنظيف، لا يحمل ياسين أي حقد لأحد فقد اكتفا مع زوجته أن يحملا على ظهريهما تعب الدنيا، في سبيل العودة إلى بيتهما حاملين كيسا من الخبز، ولم يكن في حسبانه أنه سيتعرض للتنمر من قبل مديره بسبب التعبير في الفيس بوك عما يتعرض له من ظلم.
قصة ياسين دحان تلخصها المذكرة التي وجهها مدير فرع البنك المركزي بتعز إلى محافظ البنك المركزي يشكوه فيها، بأنه يكتب منشورات في صفحته في الفيس بوك تسيء لمدير الفرع جاء فيها:
معالي الأستاذ/ أحمد بن أحمد غالب، نرفع إليكم التكرم بالموافقة على إحالة موظف الفرع، ياسين دحان محمد إلى لجنة التحقيق، وذلك لارتكابه المخالفات الآتية:
١. الموظف المذكور قام بإعداد منشورات ونشرها عبر الفيس بوك، تتضمن عباراتها الإساءة والإهانة لمدير عام الفرع.
٢. الموظف المذكور أحدث مشاغبة في مقر العمل، حيث رفع صوته في إدارة المراجعة الداخلية…
طبعا محافظ البنك وجه بتشكيل لجنة للتحقيق مع الموظف ياسين دحان الذي درجته، عامل ثاني، ووظيفته مراسل، ولست أدري، هل فعلا هذا توجيه المحافظ، أم لا، لأنه لا يعقل أن يوجه محافظ البنك المركزي الذي مهمته هي التفرغ لمعالجة وضع العملة اليمنية وضبط التلاعب بالدولار، وليس التفرغ لحل مشاكل مدير فرع ومراسل لديه بسبب كتابات على الفيس، وليس بسبب الأداء الوظيفي.
ثم كيف يوجه محافظ البنك المركزي بتشكيل لجنة من فرع تعز الذي يديره الشاكي والذي سيتحكم بمسار التحقيق وتوجيهه؟
هذه قضية موظف درجة ثانية، يعيش في الحياة درجة عاشرة ومثله مئات الآلاف من الموظفين الذين يتعرضون للتنمر اليومي من قبل مسؤولين ضعفاء ومفلسين إداريا، يعملون لمصالحهم الشخصية وليس للمصالح العامة، يفتقدون للحنكة الإدارية، ويلجؤون إلى استخدام الإقصاء والأذى، فمن سينصف دحان من مديره، أو ينصف المدير من الموظف إذا كان تعبيره عن الظلم الذي وقع عليه يعد انتهاكا يستحق العقاب؟