منبر حر لكل اليمنيين

أنين القصيدة

29

هُنا.. وسَمِعتُ في الأعلى أنِينَ قصيدةٍ سَمراءْ
خَلَعتُ الرَّاءَ مِن حِبرِي ومِن حَربي خَلَعتُ الرَّاءْ
بقلبٍ ظَامِئٍ حَافٍ عَبَرتُ.. ومُهْجَةٍ بَتراءْ..
طَرَقتُ البابَ..
قِيلَ اقرَأْ..
قرأتُ بدايةَ (الإسراءْ)
بـ(سبحانَ الذي أسرَى..) دَخَلتُ الخَيْمَةَ الخضراءْ
وَجَدتُ هُنالِكَ (الصِّدِّيقَ) و(الكَرَّارَ) و(الزَّهْراءْ)
وَجَدتُ النَّخلَةَ الأولى صَلِيبًا تَحتهُ (العَذراءْ)
وَجَدتُ (اليَسعَ) لا يَسعى عَلَى السَّرَّاءِ والضَّرَّاءْ
وَجَدتُ (الخِضْرَ) مَقتُولًا..
و(مُوسَى) يَذبَحُ (الصَّفراءْ)
وَجَدتُ (الأعوَرَ الدَّجَّالَ) يَهمِزُ عينَهُ العَوراءْ
و(قارُونَ) الذي وَلَّى ثَرِيًَا عاوَدَ الإثراءْ
وَجَدتُ (زُلَيخَةَ) الكُبرى عَجُوزًا تُتقِنُ الإغراءْ..
وَجَدتُ (الأسوَدَ العَنْسِيَّ) شَيخًا يَشْتَرِي الإطراءْ
وكُنتُ -كعادتي- أُزْرِي بِنَفْسِي أيَّما إزراءْ
أُحَاوِلُ وَصلَ حَبلِ الشِّعرِ مِن (أروى) إلى (عَفراءْ)!
وكانَ الشِّعرُ مَذبُوحًا على سُجَّادةٍ حَمراءْ

وحِينَ أَفَقْتُ مِن مَوتِي قَرَأتُ صَحِيفَةً طُغراءْ
أَحَلتُ الصَّبرَ مِجدَافًا لِكُلِّ جَرِيمةٍ نَكراءْ
وبِعتُ الهَودَجَ النَّائِي بِعِرضِ الأُمَّةِ الغَبْراءْ
وها أَنَذَا بلا وَطَنٍ..
أبِيعُ الرَّملَ في الصَّحراءْ.

تعليقات