منبر حر لكل اليمنيين

إيران من التخوم إلى العمق.. استعراض لسياسية الدم ونشر الطائفية.. الخليج عربي أم فارسي؟

10

نجح الرهان على الاذرع التي تم تغذيتها من قبل النظام الإيراني عقب قيام الثورة الاسلامية، حيث تم الوصول إلى العمق العربي بجهود حثيثة، أبدت فيه طهران إستبسال غير عادي وعززت حضورها بكل التفاصيل.

توسع مشروعها القائم على التبعية العقائدية حتى باتت جزء من النسيج اليومي في أماكن مختلفة، وتمكنت من مفاصل الحياة بالسيطرة والاستحواذ كدولة استعمارية ليس لها حدود.

تمت السيطرة على العاصمة الرابعة بأقل مجهود، لتصبح سلطة صنعاء الحالية بمثابة نصلًا سامًا في خاصرة الجزيرة العربية، تُحركه أيادي إيرانية في كل المفاوضات على ملفاتها المستقبلية، وتنطلق منها الهجمات العابرة للحدود ضد الجيران والموانئ البحرية للضغط والابتزاز وإحداث أكبر ضرر ممكن.

ونتيجة للحرب التي شنها التحالف العربي مطلع 2015 لا تزال تراهن مليشيا الحوثي على مبرر الحصار، فتقيم جدارًا عازلًا بينها وبين المواطن والموظف الذي ترفض أن تسلمه الراتب وتوزيع الإيرادات وإحياء المؤسسات بالصورة التي يجب عليها أن تكون؛ مستعينة بأجهزة جديدة تجسد الصورة القمعية التي عليها نظام طهران القائم على القمع واستغلال الموارد لصالح الترسانة العسكرية ومشايخ الدين والتدخلات المباشرة والغير مباشرة في الدول وتهديد الملاحة البحرية وممرات مصادر الطاقة، وتقويض مشاريع النهوض لصالح الخرافة.

الخليج عربي أم فارسي

لقد أظهرت طهران رغبتها السيئة تجاه كل ما هو عربي في محاولة منها تطويع الجغرافيا والمفاهيم والتسميات؛ حين رفعت دعوة قضائية ضد تسمية بطولة (خليج 25) بالعربي، على اعتبار أن الخليج فارسي. وربما ما دفعها إلى رفع الدعوى هو إقامة البطولة في البصرة الأمر الذي شعرت معه بالوجع.

هذا السقف الذي تلهث وراءه إيران سواء من خلال المناورات السياسية أو التصعيد، انعكس على مليشيا الحوثي والتي تطبقه بحذافيره في المشهد اليمني الداخلي ومع الجيران، بحيث يبدو التعاطي مع القرارات والاتفاقيات أشبه بلعبة الشطرنج، فهي تدعي أنها مع كل القرارات ومن ثم تتنصل للبحث عن قرارات جديد وإهدار وقت آخر.

مؤخرًا تسربت أخبار تفيد بوصول آل جابر السفير السعودي لدى اليمن إلى صنعاء، من أجل الاتفاق على تثبيت الهدنة، وتسليم الرواتب، وأخذ ضمانات بإيقاف الهجمات وغيرها؛ حتى اللحظة صورة هذه اللقاءات غير واضحة، لكن استغلال ذلك وتسريب الأخبار والتلاعب بها في الشارع الداخلي وتعميق الغموض لدى المواطن، يجعل منها جماعة فاشلة تماما، ما لم تحدث معجزة أو انفراجة حقيقية في مسألة الرواتب وغيرها، وهو أمر مستحيل على الأقل في ظل هذه المعطيات القائمة على سياسة التجويع والتركيع وتطييف المجتمع، والتبرير بأن هناك حصار خارجي.

علاقات شائكة واطماع مستمرة

إيران لا تكتفي بالاذرع التي تدير المعارك الدينية والسياسية والعسكرية وحسب، فهي تملك حلفاء آخرين يعملون في صلب الأحداث، من خلال دعم لوجستي وبروبوجندا إعلامية ودعم مالي سخي، ولعل التسهيلات والاتفاقيات التي تقوم بها بعض دول الإقليم في الخليج العربي أمر يعكس الفجوة البينية العربية ويعزز من حضور إيران على حساب استقرار هذه الجغرافيا.

السؤال هنا وفي ظل هذه العلاقة الشائكة بين طهران والعواصم العربية هو، كيف يمكن استعادة ما تم استقطاعه من قبل إيران؛ بيروت – بغداد – دمشق – صنعاء، وكيف يمكن إيجاد سكة جديدة تربط هذه البقع ببعضها والمحيط العربي.

والسؤال الملح مالذي يضمن أن لا تسعى إيران إلى ابتلاع مدن جديدة؟. أما التخوف الأبرز هو سقوط عواصم ومدن أخرى في قبضة العمائم التي تُغرقها تباعًا بالسلاح والخرافة والمخدرات والدماء بمجرد التمكن منها. واقع مخيف في حال تمكنت طهران من كل ذلك وضعت يدها على أرض عربية جديدة.

تعليقات