ندوة موسعة حول “حرية التعبير في ظل ميليشيا الحوثي” والانتهاكات المختلفة
كشف عدد من الحقوقيين والباحثين في ندوة قيمة مختلف التجاوزات والانتهاكات التي مارستها وتمارسها مليشيا الحوثي الذراع الإيرانية في اليمن.
جاء ذلك من خلال ندوة افتراضية قدمت فيها أربع أوراق مهمة تطرقت إلى أهم الجوانب التي تعد إدانة واضحة لمليشيا الحوثي وجهازها القمعي ضد ما يتعلق بالحقوق والحريات الفردية والإعلامية والحقوقية والسياسية.
نظمت الندوة باقتدار “الرابطة الإنسانية للحقوق” برئاسة الأستاذ فيصل القيفي تحت عنوان “حرية التعبير في ظل ميليشيا الحوثي” والتي دارت حول القمع والاختطاف والمحاكمات وأحكام الإعدام.
كيانات مبعثرة وتحول مخيف
وقدم أوراق الفعالية الإعلامي عبدالله إسماعيل والناشطة دكتورة أروى الخطابي وعضو نقابة الصحفيين اليمنيين الاستاذ نبيل الأسيدي والباحث الناشط مطهر البذجي.
في سياق الندوة تحدثت الدكتور أروى الخطاب عن العديد من التجاوزات التي ستغير من وجه البلد وتخلق مجتمعا موازيا في كل شيء.
واشارات إلى كيف أن مليشيا الحوثي استطاعت أن تلغي كل المنظمات السابقة والأنشطة وقامت بخلق نظاما حقوقيا إغاثيا مختلف.
إلى جانب أنها تشتغل خارج مؤسسات الدولة بعد السيطرة على الممتلكات تحت مسمى “الحارس القضائي” مبينة أننا أمام كيانات مبعثرة وجريمة متكاملة وهي هدم الدولة من الداخل مطالبة الشرعية القيام بواجبها.
تحريض مباشر لزعيم الجماعة
أما الإعلامي والباحث اليمني عبد الله إسماعيل فقد تطرق إلى أبشع صور الجريمة التي ارتكبتها المليشيا منذ أن استولت على السلطة أواخر العام 2014 وحتى 2023م.
والتي منها إصدار العديدة من أحكام الإعدام على الصحفيين ومقتل 35 منهم بطرق مختلفة منها القنص والتعذيب والاغتيال. إضافة إلى السيطرة على كل وسائل الإعلام وحجب المواقع وطرد القنوات الأجنبية مما ادى الى خسارة الكثير لوظائفهم
الأمر الأهم هو عدم قبول هذه الجماعة بالحياد والصمت في كافة القضايا معتبرة أن الصمت نوع من الإدانة وأنه جزء من التخابر مع الآخر والوقوف ضد مشروعهم.
إضافة إلى التحريض الواضح والمباشر من قبل زعيم الجماعة عبدالملك الحوثي الذي اعتبر أن الصحفي أخطر من المقاتل في الجبهة متهما إياهم بعمالتهم للموساد.
النقطة الأهم استغلال البعد الديني القائم على الولاء واتهام الآخر بالكفر كنوع من التعبئة والممارسات التي تحرض أجيال متكاملة على هؤلاء العاملين في مختلف المجالات.
إعلام الصوت الواحد
أما نقيب الصحفيين نبيل الآسيدي فقد ركز على التحول الذي طرأ في العمل الإعلامي والصحفي وكيف تحول الإعلام إلى الصوت الواحد وهذا ما دأبت عليه الجماعة التي فاقت بانتهاكاتها كل الجماعات في القتل والاعتقال وتفجير المقرات والاستيلاء على الرواتب والممتلكات حسب قوله.
وأوضح أن نسبة الانتهاكات من خلال إحصائية قامت بها منظمات وجهات حقوقية وصل إلى 1500 حالة متنوعة.
اضافة الى ذلك أوجدت المليشيا قوانين جديدة لتكميم الأفواه وغيرت منظومة العمل الصحفي
واستخدمت هذه اللوائح في نهب الإذاعات وممتلكات القنوات ليصبح مكان الصحفي الموت أو القتل.
غيرت مفاهيم العمل الصحفي وأفرغت العمل الصحفي من مضمونه باستبدال الكفاءات واحلال آخرين دخلاء على المهنة، واستخدام لغة إعلامية هابط وفتح قنوات وإذاعات غير أقرب للتهريج.
كنا انها عملت على فصل الخطاب المجتمعي عن العالم والكارثة بث الكراهية والتحريض والعنصرية والتفرقة على المدى البعيد التي تؤثر على الرسالة الإعلامية ومفاهيم الدولة المواطنة الإعلام الرسالة الإعلامية القوانين.
واعتبر أن 70 إلى 80% من الانتهاكات التي حدثت أثناء الصراع خلال ثمان سنوات وأكثر كان في مناطق الحوثي.
أيضا من الخطورة التي أوردها تحويل الإعلام إلى حربي وافراغ مفهومه وتدمير أساسياته التي كانت قد تراكمت مؤكدا على وجود انتكاسة حقيقة بالعودة إلى الصفر.
التضييق وطرد القنوات
من جهته أوضح الباحث مطهر البذجي طبيعة انتهاكات الحوثي بحق المجتمع المدنيين والمدافعين عن حقوق الإنسان.
مشيرا إلى أنه ومنذ 8 سنوات جرفت المليشيات المنظمات ووسائل الإعلام وحاربت الناشطين والناشطات وهذا انتهاك للقانون الدولي معتبرا انها كانت استراتجية بعيدة منذ بداية الانقلاب.
حيث بدأت بمحاربة الناشطين وتم سرقت كافة محتويات العمل الخاصة بهم ومصادرتها وإغلاق مقار المنظمات والاستيلاء على أخرى وطرد الكفاءات وإحلال موالين.
كما تم استخدام المقرات كسكن ومخازن سلاح واستخدام أسلوب التهجير والفصل التعسف والاعتقال مع الناشطين الفاعلين بحيث غادروا اليمن إلى الخارج وتوزعوا في العواصم العربية وآسيا وأوروبا.
وأوضح أن هناك 300 انتهاك للناشطين خاصة من بعد 2 ديسمبر 2017 والذي جاء بشكل مبالغ وهمجي خاصة مع الناشطات النسويات اللاتي تعرضن داخل السجن للكثير من التعذيب وغيره كالرش بالمياه الحرمان من النوم الصعق بالعصا الكهربائي.
إضافة إلى إصدار المجلس السياسي قرار عدم تجديد التصاريح القديمة للمنظمات ومنح تصاريح جديدة لآخرين موالين وأنشئ مجلس عمل على إحصاء المنظمات والتضييق عليهن بمختلف الأساليب ودعم منظمات معينة وجديدة تدين بالولاء المطلق لمشروع الجماعة.
المليشيا استفادت كثيرا ووجهت كثير من الدعم الإغاثي لصالحها وسيطرة بشكل كلي وعملت على توظيف كل هذا لصالحها وكان هناك قرابة 600 انتهاك ضد المنظمات منها 150 في صنعاء.
الانتهاكات طالت النشطاء الدوليين واليمينين من خلال المنع من السفر الاعتقال نهب ممتلكات وهناك نماذج عديدة منها قنص ريهام البدر في تعز. اعتقال عدد كبير من الناشطات في 2018 و19 وغيرهن. قطع كثير من المساعدات وتجميد ومصادرة ارصدة كثير من المنظمات داخل البنوك.