منبر حر لكل اليمنيين

قولوا لحميد الأحمر من لم يحرر صنعاء فلن يحرر القدس

27

ابتداء رحم الله صادق الأحمر، ولا يجوز على الميت إلا طلب الرحمة له وإذا ورد ذكره هنا، فمن باب الرد على حميد الأحمر الذي أبى في رحيل أخيه إلا أن يستفز كل يمني سواء كان يعيش في اليمن تحت نير وجبروت عصابة الحوثي، أو خارج اليمن أجبرته الظروف على البقاء مشردا هناك ، أراد حميد الأحمر أن يحيط نفسه قبل أخيه بهالة قدسية مصطنعة، حينما صور أخاه صادق الذي ذهب للعلاج في الأردن ، بأنه كان يتسلق الجبال لكي يطل منها على القدس الذي عاش مدافعا منافحا عنه .

ولست بحاجة للقول ، إن صنعاء أولى بالتحرير من القدس ، فما تقوم به إسرائيل لا يساوي مثقال ذرة مما تفعله ربيبتها عصابة الحوثي بالشعب اليمني الذي يقتل ويسحق كل يوم وفي كل مكان وأي زمان ، أكثر من نصف مليون قتيل ، وأكثر من أربعة ملايين مهجر من بيوتهم وأراضيهم وما يقرب من أربعة وعشرين مليون تحت خط الفقر ، ومناهج دراسية تخطها هذه العصابة لتغيير الهوية اليمنية ، وبالتأكيد من يكذب باسم القدس ، لا يمكنه أن يحس بعذاب أستاذ يجد نفسه وهو الأمين على الذاكرة الوطنية ، وهي أخطر المسؤوليات على الإطلاق ، يلقن تلاميذه يوميا الأكاذيب الهاشمية التي ترى في اليمنيين عبيدا لها وتجرد النشئ من هويتهم ومن أية مناعة وطنية .

وفي الضفة الأخرى ، بدى الحرص على تتويج حمير شيخا لمشايخ حاشد ، ولم يسأل أحد نفسه ، أي مشيخة في رحاب السيد ووجهه الذي سبق وأن أعطي لصادق ، أليس المشرف المعين من قبل الجرذ عبد الملك هو الشيخ الحقيقي ، فلماذا إذا الحرص على لقب بات مهانا وبات نظريا عدم السماح بإمكانية استخدامه .

قدم حميد الأحمر نفسه في العام ٢٠١١ على أنه مناضلا وما نعرفه عن النضال والمناضلين أنهم لا يجبنون ولا يخافون ، وقد قالها في قناة الجزيرة وعلى الملأ ، من كان صادق شيخه وحاشد قبيلته ، فلا يخاف ، فلماذا تغير الكلام وتبدلت المواقف ، ولماذا عرى صدره في ذلك التاريخ وتراجع عن ذلك في حضرة الحوثي الذي اقتلعه حتى من بيته واقتلعنا معه وأصبحنا مشردين بسبب نزواته وإهداره لاثنين مليار بحسب قوله لإسقاط الدولة ، ويمتنع اليوم عن إنفاق دولار واحد للانتقام لشرف المشيخة والقبيلة ؟

نتحدث عن تحرير القدس وصنعاء مغتصبة ومختلفة من قبل عصابة تزعم أن لديها وصية بالحكم من الله، نتحدث عن تحرير القدس ، ونحن أمام شعب تخلى عنه الثوار وتركوه يواجه القتل والسحق كل يوم ، سواء من قبل عصابة الحوثي ، أو من قبل الطائرات السعودية والإماراتية التي جاءت لإنقاذه ،فأنقذته قتلا وحرقا ، حتى أضحت أصواته لا تزعج أو تنفر حتى الإبل في دول الجوار التي لم ينتقل إليها قرار الحكم فحسب ، بل انتقل إليها قرار العزاء أيضا .

ليس لهذا الشعب أي ذنب اقترفه ،حتى يباد بهذه الطريقة ، سوى أنه يؤخذ بذنوب من يسمون أنفسهم مشايخ ، فهؤلاء كانوا يخرجون القاتلة من السجون ، فعطلوا حدود الله وأباحوا قطع الطريق على الآمنين ، وشجعوا على الخروج على الدولة ولم يتركوها إلا وهي جثة هامدة ، ولما وجب القتال ومواجهة هذه الحثالة التي استعلت عليهم قبل أن تستعلي على اليمنيين جبنوا في مواجهتها وتخلوا حتى عما قام به آباءهم وأجدادهم في قتال هذه الشرذمة الممتدة ولم يحموا لقب الشيخ ، فأرادوا أن يكونوا مشايخ في وجه السيد ، فأخرجوا الناس وأنفسهم من الحرية إلى العبودية .

يعيش الشعب اليمني ألم لم يعرف له مثيل ، تترجمه نظرات الأطفال الذين يحاولون أن يجمعوا شتات أفكارهم البريئة عما يجري من حولهم ونظرات أمهات أصبحن ثكالي بين لحظة وأخرى ، وحتى هذه اللحظة لا يعرف هؤلاء الأطفال ما ذنبهم ولماذا يقتلون ، ولا أدري أمام كل ذلك كيف يقيس حميد الأحمر الجرائم وما هي وحدة قياس تلك الجرائم ، حتى هذه اللحظة أعجز عن فهم كيف ماتت مشاعره تجاه ما جرى ويجري له ولإخوته وقبيلته ولليمن واليمنيين بشكل عام ، ولا يثور .

أجد نفسي مدفوعا لقول الحقيقة ، لعلها تحرك تلك المشاعر الميتة لدى من يزعمون أنهم مشايخ ولدى كبار القادة والضباط وقيادات الأحزاب السياسية والنخب الفكرية المناط بهم قيادة ثورة تحرر في وجه أدعياء القداسة وإجبارهم على الاعتذار لإهانة صادق الأحمر وإهانة رؤوس القبائل والشعب اليمني ، وكل من يهنئ حمير الأحمر بتقلده رتبة شيخ تحت العبودية إما أنه يكذب عليه ، أو أنه من الذين استمراؤا العبودية ولم يعد هناك حرقة لكرامة اليمني ودمه الذي بات مستباحا يسفكه القاصي والداني ، ولا يسعني في الأخير إلا أن أجدد طلب الرحمة والمغفرة لصادق الأحمر الذي بات بين يدي ربه يشكو تقاعس أخيه حميد عن الانتصار له أولا ولشرف القبيلة ثانيا.

تعليقات