منبر حر لكل اليمنيين

منصور نعمان مسعد يعلم عبد الملك الحوثي الشهادة الحقيقية

38

لطالما أطل الجرذ عبد الملك الحوثي من وراء الشاشة مخاطبا العبيد الذين يفاخرون بعبوديتهم متحدثا عن الشهادة مؤكدا أنها محطةٌ مهمةٌ نتزود منها العزم، والبصيرة، والوعي، ونستفيد منها الكثير من الدروس، وقد جرت عادة المجتمع البشري بشكلٍ عام- في مختلف أمم الأرض- أن يحتفوا وأن يمجدوا تضحيات من أسهموا في قضاياهم الكبرى، من ضحوا من أجل مبادئهم المهمة، أو قضاياهم المصيرية، أو من أجل حريتهم، أو استقلالهم، أو عزتهم ، أو كرامتهم… أو أي أمر مهم من أمورهم ، هذا شيء فطري في واقع بني البشر بشكل عام .

لم يكن يدرك هذا الجرذ الذي يختبئ في الحفر أن محاضراته عن الجهاد لن تظل تدفع بالجهلة والمغرر بهم للذهاب إلى الجبهات ليقتلوا نيابة عنه وعن جماعته الغارقة في دماء اليمنيين ، تحت وهم الشهادة ، وأن هناك رجلا سيلتقط هذه المحاضرات ويوجهها وجهتها الصحيحة ، وسيؤسس لكيفية الدفاع عن الحقوق، بعد أن كان أصحاب الحقوق يقتلون أنفسهم بدلا من قتل آخذي حقوقهم .

جاء المشرف الذي اعتاد على إهانة الناس ومصادرة حقوقهم وقال لمنصور، إما أن تسلم أرضك لي أو آتيك بجنود كالحيوانات لا يعرفون الرحمة، فرد عليه منصور بما معناه: ” نحن صيادون ماهرون لا تخيفنا كثرة الحيوانات، ونحن جزارون متمرسون، ولا يخشى الجزار كثرة الغنم. فتعال! ” ، فضغط على الزناد وحصدهم كالنعاج، فقتل دون أرضه وعرضه، وخط طريقا لكل من يسلب المشرف حقه أو يهين كرامته، وأرعب كل المشرفين الذين لم يتركوا شيئا إلا وصادروه.

ما يؤسف له أن هناك من يقف إلى جانب هؤلاء الشراذم الذين يدعون أحقيتهم باستعباد الناس وأكل حقوقهم ، ويقفون حائطا منيعا للدفاع عنهم ، مما يفتح المستقبل على ثارات لا تنتهي ، مثلما حصل في قضية منصور الذي أحرقت بيوته وبيوت أسرته والتي ستظل شاهدة على جريمة لن يمسح آثارها غير الانتقام .

انطلق منصور من وجوب جهاد الدفع، الذي هو في القيم الدينية فرض، كالصلاة والزكاة، وهو فريضة مطلقة لا يجوز النقاش فيها عندما يتعرض حقك للاغتصاب والمصادرة هزة تعرض لها الكثيرون لذلك كان لا بد من وجود مصدات تُعرقل هذا التعجرف ، تدميه، تمرغ أنفه في التراب، تهين آلته العسكرية ، كي تصبح لا تخيف، وتكسر هذا الخنوع كان كل يمني غيور وشريف بحاجة ماسة إلى هذا الوخز الوطني، كي يُبقي رهاناته قائمة على حيوية القيم التي لا يمكن أن تموت في الشعوب العريقة ، وقد تحمّل منصور بشجاعة منقطعة النظير شرف المسؤولية هذه ، فتحل بشجاعة المواجهة .

إن الاهمية التاريخية لأي حدث تكون أكثر وضوحا بعد فترة أطول من الزمن. واليوم وبعد ٨ أعوام من العبث بالناس وبحقوقهم ، تبدو لحظة الشروع بمقاومة هذه العصابة ، ولا نبالغ إذا قلنا بأنها ستكون عصر التنوير ، الذي فجر روح المقاومة والرفض لمصادرة الحقوق ، والدافع الحقيقي لتفسير الواقع في سبيل الدفاع عن النفس وممتلكاتها ، كما أنها ستكون سدا منيعا ضد ، الإذلال ، فما فعله منصور كان زلزالا بالنسبة لهذه العصابة وهذا الفعل لن يتوقف في حدود آنية ، ولو أن كل صاحب حق اغتصب حقه ضغط على زناد بندقيته وانتزع حياة مغتصبه ، لما بقي لهذه الشرذمة أي أثر.

تعليقات