في رثاء هشام هادي
أتدرون من هو هذا الولدْ؟!
غرور الربيع وزهوُ البلدْ
كتابٌ جليلٌ فكيف انطوى
وغابتْ حكاياتهُ للأبدْ
أما زلت يا صاحبي صاحبي
لماذا إذاً لم تفكَّ العُقَدْ ؟!
لماذا نسيت الهتاف الذي
على شفة الأمنيات احتشدْ؟
ألست على الوعد؟
أين الصباح؟
وأين الذي بالصباح وَعَدْ؟
عيونك أنت شموس المدى
وأنت الصلاة وأنت المَدَدْ
فيا جبل الله مالتْ بنا
البلاد التي كنت فيها الوَتَدْ
أضاع الطريق مصابيحهُ
وذابتْ مواويلنا في الزَّبَدْ
شديدٌ عليك الكلام الذي
بأحلامنا وعلينا أَشَدْ
أرحتَ ضميرك يا صاحبي
ونحن ضمائرنا في كَبَدْ
نلوم النوافذ، ما ذنبها؟!
إذا لم نُلوِّح إليها بِيَدْ
إذا لم يردَّ الحبيب السلام
فمن أين يأتيهِ قلبي بِرَدْ؟!
وأنت السّلام وأنت الغمام
وأنت الخيام وأنت البَرَدْ
احترقت ونحن نُحبُّ البخور
ولا نسأل العود كيف ٱتَّقدْ
تركناك في الريح، هذا وفاء
الرفاق، وهذا بكاء الرَّمَدْ !
تركناك في الشمس، لم تستظلَّ
بأمسٍ، ولا نحن جئنا بِغَدْ
تركناك.. لا، لا تركنا الندى
على الورد ذاب بهِ وٱتَّحدْ
تركناك وحدك..
نحن الوحيدون نحن
وأنت كثير العددْ
تعشّى بك الصمت يا صاحبي
وأطعم أولادَهُ بالغُددْ
كما ٱنفرد الحزب بالثائرين
بك الحزن حين ٱنشغلنا ٱنفَرَدْ
ذهبنا بعيداً ولم نلتفتْ
إليك، فكيف القريب ٱبتَعَدْ؟!
أعندك عكّازةٌ للطريق الجديد ونظّارةٌ يا وَلَدْ؟
أعندك أرجوحةٌ في الهواء وتعويذةٌ من رياح الحسدْ؟
أعندك يا صاحبي قهوةٌ
وشايٌ خفيفٌ لشمس الأحدْ ؟
أعندك بيتٌ بلا غُصَّةٍ
وأمٌّ تؤثِّثُهُ بالرَّغَدْ؟
أعندك يا صاحبي رفقةٌ
سوانا فنحن رفاق النَّكَدْ؟
أعندك يا صاحبي ثورةٌ
حقيقيَّةٌ كي تُقيْم الأَوَدْ ؟
أعندك شيءٌ يضمُّ البلاد
ويؤنسُها غير هذا الجسدْ ؟
حزينٌ عليك.. حزينٌ على
نبيٍّ بلا صاحبٍ أو سَنَدْ
كحزن المجرَّة في نجمةٍ
تلاشتْ ولم يفتقدها أحدْ.