مأساوية المشهد السياسي في وطني.
المتتبع للشأن في وطني لا يمكنه الإ أن يدرك أن وطني أصبح تحت سيطرة أجندات خارجية وتوجهات إقليمية، الأمر الذي ترتب عليه تراكمات انقسام واضح من القادة السياسيين والذي هم في الواقع مجرد أدوات في أيدي عابثه، لا تقيم لمصلحة الشعب أي وزن أو اعتبار، وللأسف ساهموا في مأساوية المشهد السياسي في وطني، بعد أن تخلوا عن القيم والمبادئ والأخلاق بدافع الطمع الرخيص بعد اغرائهم بالمال الفاسد والذي هو أساس من مال الشعب المغلوب على أمره.
لقد فقد وطني سيادته وأصبح تحت الوصاية ويتحكم فيه دولتين متنفذة بعينها، وتم استعمال بعض القادة للسيطرة عليه، بعد أن تقاسما تلك الدول المتدخله في وطني، مما نتج عن انقسامات حاده بين تلك القادة السياسيين المتولين أمر الوطن، وكان أول انقسام بين الشرعية والمجلس الانتقالي المطالب بالانفصال في اتفاق الرياض، ومنذ تاريخ التوقيع يعيش الوطن حالة انقسام حاد وصراع مرير قد يؤدي إلى حرب أهلية بين الطرفين.
تأملنا خير في المجلس الرئاسي لكن للاسف منذ إعلانه تبين أنه غير ذلك، وأنه عاجز على تحقيق الحد الأدنى من الوحدة الوطنية، بل إنه وصل الأمر صار مجلس رئاسي للانقسام وعدم الاستقرار وغطاء للفساد والفاسدين ونقطة ضعف لعدم امتلاكه فرض هيبته وسلطته على المناطق المحررة والمجموعات المسلحة، ولا يمكن بأي حال أن يحقق الهدف منذ انشائه، فقد ولد المجلس الرئاسي ميتا منذ البداية.
الآن يبدو أن الوضع ضبابيا أمام الأطراف وتعنت المجلس الانتقالي وتمسكه باتفاق الرياض، هو ما يشير إلى تعقيد الوضع في وطني وزيادة تازمه في ظل اختلاف حاد بينهما، وهنا نستطيع القول بأن المجلس الرئاسي قد فشل فشلا ذريعا في إدارة انقاذ واستعادة الوطن من جماعة الحوثي، فالواقع أنه للمجلس الرئاسي يمكن اعتباره الفرص الأخيرة المتاحة أمام الشعب اليمني لاستعادة الوطن والحفاط على الوحدة اليمنية كونه جاء بتوافق إقليمي ودولي، فهل يستثمر هذه الفرصه؟ أما أن يضيعوها ويفقد اليمنيين ما تبق من أمل ويدخل الوطن في مرحلة أخرى من الصراعات العنيفة وتفتيت الدولة اليمنية.