منبر حر لكل اليمنيين

قريبًا من النيل

12

قريبًا من النِّيلِ في آخرِ الليلِ أَدرَكَني الشوقُ
يا أوَّلَ الحبِّ يا آخرَ الذكرياتْ

ذَكَرتُكِ..
فانسَلَخَ البحرُ مِن مِلْحِهِ، والحقيقةُ مِن جَيبِ خازِنِها،
والجِبالُ من العُزلَةِ الأزلِيةِ،
والبَرقُ مِن صدَإٍ في الصَّدى،
والنقاطُ مِن الكَلِماتْ

تَدحرجَ قلبيَ لمَّا ذكرتُكِ في مَلإٍ مِن زهورِ الحديقةِ،
وانْغرسَت أَرجُلي وتَمَدَّدَ غُصنانِ من كَتِفي،
واستطالَ قَوامي..
تَدَحرجَ حينَ وقفتُ، وقد كنتُ مُنطَرِحًا فوق عُشبِ الكَلامِ.
هنا..
كانَ لابدَّ أن يُصبحَ القلبُ حَبَّةَ فاكهةٍ
نَضجَت وتَهادتْ على العُشبِ؛
ها قَشِّريهِ بِعَينَيكِ، واستَطعِمِيهِ:
فُصُوصًا من الدمعِ والضَّحكاتْ

ذكرتُكِ.. لا أَذكرُ الآن كيفَ ذَكرتُكِ
والماءُ في كُوبِهِ فاتِرٌ،
والكتابُ على الرفِّ مُنتظرٌ دَوْرَهُ في الكلامِ،
وآنيةُ الوردِ مَتروكةٌ للظَّمأْ..
وصديقي الحَنينُ..
يُحَيِّرُهُ تحتَ أيِّ الكَراسِيِّ في غُرفَتي يخْتَبِئْ!

هنا حَيثُ كلُّ الشواخِصِ في حَيرةٍ وشَتاتْ
ذكرتُكِ يا أوَّلَ الحبِّ يا آخرَ الذكرياتْ.

تعليقات